شهدت الأعوام القليلة الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في زواج الليبيات من أجانب، ولا سيما مع تصاعد نسبة المهاجرين وطالبي اللجوء العابرين من الأراضي الليبية، وهو ما حدا بالمجلس الأعلى للقضاء في ليبيا، قبل قرابة عام، إلى الإيعاز للسلطتين التشريعية والتنفيذية بضرورة التدخل من أجل وضع تشريعات تقيد من زواج المرأة الليبية من أجانب، معتبرًا السماح بذلك مساسًا بالتركيبة الديمغرافية للمجتمع الليبي وخطرًا على الأمن القومي للدولة الليبية.
وحتى قبل هذا الإيعاز، لم تمنح المرأة الليبية يوماً حقًا مطلقًا في اختيار زوجها، وقُيِّدت حريتها في الاختيار بعدة قيود قانونية واجتماعية. وعلى مدار السنين، عُدَّ زواج الليبيات من أجانب من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في ليبيا من حيث مدى قبوله ورفضه سواء من قبل الدولة أو المجتمع، وعَزز ذلك تركيبة المجتمع القبلية التي تتحسس من الزواج الأجنبي لأسباب ثقافية واجتماعية.
libyan-women_ar