اليوم العالمي لمرضى السكري
تواجه شريحة كبيرة من الليبيين خطراً حقيقياً على خلفية النقص الكبير في أدوية السكري في المراكز الصحية الحكومية وغلاء أسعارها في الصيدليات الخاصة
(1)
يحيي اليوم العالمي لمرضى السكري في 14 نوفمبر من كل عام بهدف تسليط الضوء على أهمية احترام قواعد التغذية الصحية من قبل المرضى، ويوضح أن العلاج بالأدوية وحدها غير كافٍ للحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم. مرض السكر من الأمراض التي تؤدي بالمريض للوفاة في حال الإهمال والاستهانة بمخاطره والتي تؤكد الدراسات حسب قوله بان اغلب حالات فقان البصر في العالم بسبب داء السكري وكلك الجلطات القلبية والفشل الكلوي. أهمية التوعية من مخاطره والتي تسهم بشكل مباشر في تخفيف الإصابة به . وقد بدأ الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكري عام 1991، وهو التاريخ الذي حدده كل من الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف الإنسولين عام 1922.
داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية. وتتعدد أنواع مرض السكري ما بين النوع الأول والثاني والحملي.
(2)
السكري من النمط الأول :
يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي أخذ الأنسولين يومياً. وتُجهل كل من العوامل المسببة للسكري من النمط 1 وكذا وسائل الوقاية منه.
وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل والعطش والجوع المستمر وفقدان الوزن والتغيرات في حدة البصر والإحساس بالتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.
(3)
السكري من النمط الثاني:
ينجم السكري من النمط 2 (الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري البادئ عند البالغين) عن عدم استخدام الجسم للأنسولين بفعالية. ومعظم مرضى السكري يعانون من مرض السكري من النمط 2. وهذا النمط ينتج غالبا بسبب فرط وزن الجسم والخمول البدني.
وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد ظهور مضاعفات المرض.
وحتى وقت قريب، كان هذا النمط من السكري يُلاحظ فقط لدى البالغين، ولكنه أصبح يحدث حاليا بشكل متزايد لدى الأطفال أيضاً.
(4)
السكري الحملي
السكري الحملي هو فرط سكر الدم بحيث تزيد قيم غلوكوز الدم عن المستوى الطبيعي ولكنها لا تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري. ويحدث هذا النمط أثناء الحمل.
والنساء المصابات بالسكري الحملي يكنّ أكثر تعرضاً لخطر حدوث مضاعفات الحمل والولادة، كما أنهن، وربما أطفالهن أيضا، أكثر تعرضاً لخطر الإصابة بالسكري من النمط 2 مستقبلا.
يُشخّص السكري الحملي بواسطة عمليات الفحص قبل الولادة، وليس عن طريق الأعراض المبلغ عنها.
(5)
آثار السكري على الصحة
يمكن أن يتسبّب داء السكري مع مرور الوقت، في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب.
يزداد خطر تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بضعفين أو ثلاثة أضعاف.
يؤدي ضعف تدفق الدم واعتلال الجهاز العصبي (تلف الأعصاب) على مستوى القدمين، إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى وإلى ضرورة بتر الأطراف في نهاية المطاف.
يُعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى العمى، ويحدث نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل. وُتعزى نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم إلى داء السكري.
يُعد السكري من الأسباب الرئيسية المؤدية للفشل الكلوي.
(6)
سبل الوقاية
لقد ثبتت فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره. وللمساعدة على الوقاية من السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي أن يقوم الأشخاص بما يلي:
- العمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه؛
- ممارسة النشاط البدني- أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع. ويتطلب التحكم في الوزن ممارسة المزيد من النشاط البدني؛
- اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة؛
- تجنّب تعاطي التبغ، حيث إن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
(7)
“نسبة مرضى السكري المعلنة من قبل منظمة الصحة العالمية (13.7 في المائة) ليست دقيقة، فالسلطات هنا لا تملك إحصاءات رسمية والأشخاص المسجّلون في المنظومة الرسمية يبلغ عددهم 70 ألف مريض ومريضة فقط. وإذا قارناهم بعدد المرضى الذين يُصرف لهم الإنسولين، على سبيل المثال، فإنّ الأخيرين يمثّلون ضعفَي عددهم أو أكثر، وهذا ناتج عن عدم وعي لدى المريض واستهانته بضرورة التسجيل والإحصاء.أيضا رغم وجود عيادات حكومية تسع لمرضى السكري في العاصمة طرابلس وحدها، لكنّ الخدمات فيها متراجعة وهذا يعود للإهمال الحكومي التى تكتفي العيادات بمعظمها بتوزيع الأدوية المتوفرة لديها في حين لا تضمّ التخصصات الطبية اللازمة لمرضى السكري رغم وجوب تأمين على أقلّ تقدير تخصصات العيون والكلى بالإضافة إلى قسم للفحوصات الدورية”.
منى الأسطى وهي موظفة في عيادة المنصورة الحكومية للسكري بالعاصمة طرابلس.
(8)
تواجه شريحة كبيرة من الليبيين خطراً حقيقياً على خلفية النقص الكبير في أدوية السكري في المراكز الصحية الحكومية وغلاء أسعارها في الصيدليات الخاصة. على الرغم من الإعانات التي تقدّمها منظمة الصحة العالمية لهم عبر المراكز الصحية في مختلف أنحاء البلاد. إذ أدت فوضى الإجراءات الحكومية وتنازع الأجهزة التابعة لوزارة الصحة صلاحيات توزيع الأدوية.أيضا تأثرت بعض المناطق بالخلافات السياسية والتقاتل كما حصل مع سيطرة حكومة شرقي البلاد على بعض المناطق توقّف إمدادها بالدواء لها نهائياً، انطلاقاً من طرابلس. أمّا تقارير الأمم المتحدة المتتالية فقد أكّدت عدم توفّر حلول أو خطط استراتيجية للنهوض بمراكز الرعاية الصحية أو حتى حمايتها من الانهيار التام، موضحة أنّ عدداً كبيراً منها تضرّر بشكل بالغ فيما أقفل بعضها فعلياً بسبب استمرار الاقتتال واستهداف العاملين في المجال الطبي وتعرّضهم إلى الاِعتداء اللفظي والجسدي في كثير من الأحيان.
منى الأسطى وهي موظفة في عيادة المنصورة الحكومية للسكري بالعاصمة طرابلس.
(9)
إنّ ما هو أشدّ خطورة من أوضاع المراكز الصحية هو أنّ أدوية السكري المتوفّرة في الصيدليات الخاصة بمعظمها إمّا مهرّبة من مستودعات وزارة الصحة وإمّا منتهية الصلاحية، لافتاً إلى أنّ “مضاعفات فساد هذه الأدوية كبيرة جداً. أنّ ملاحظات ترد للجمعية عبر نشرات أو تقارير توضح ما هي مضاعفات الأدوية الفاسدة على مرضى السكري، خصوصاً ما يتعلّق بالعين منها اعتلال الشبكية أو الشرايين الطرفية والتاجية . كما أنّ أجهزة الدولة الرقابية توقّفت منذ عام 2012 عن تسيير دوريات للتفتيش على الصيدليات الخاصة، حيث يشتري المريض عبوة الإنسولين الواحدة في مقابل 30 ديناراً ليبياً (نحو 20 دولاراً أميركياً) ما يعني أكثر من ستّة أضعاف ثمنها الرسمي.
نقلا مصطفى الهوين المسؤول في جمعية أصدقاء مرضى السكري الليبية فى تصريح لأحد وسائل الاعلام العربية
(10)
تم فى المركز الوطني لعلاج أمراض السكر والغدد الصماء بمدينة طرابلس افتتاح عيادة الصحة النفسية مؤخرا والتي تقدم النصائح الطبية للمريض وتجعله يتقبل المرض وكيفية التعامل معه بإجراء الفحوصات اللازمة والمحافظة على نظام غذائي معين.