في السادس من يونيو من عام 2011 سجل في ليبيا مجزة جديدة في سجل المجارز والجرائم التي ارتكبها النظام السابق، حيث راح ضحية هذه المجزرة المعروفة ” بجريمة الحاوية” 19 شاباَ .
ومن إسمها فقد نفذت الجريمة داخل حاوية حديدية تحت أشعة الشمس الحارقة في منطقة الخمس حيث وضع داخلها 26 سجين مورس ضدهم شتى أنواع التعذيب ليستشهد 19 شاب منهم خنقا .
وعلى لسان أحد الجنود المتواجدين في مكان حدوث الجريمة يقول :” انا واحد من جماعة لجنة القبض في الخمس رفعونا للخمس أمر عسكري ولا نملك سوى التنفيد والا فالموت بالرصاص”
ويؤكد أنه لازال يعاني من عذاب الضمير الذي يرافقه طوال حياته متمنيا الموت في كل يوم ليتخلص من هذا الكابوس على حد وصفه .
فيقول :” في تاريخ 7-6-2011 أتى أمر من العميد دبوب القدافي بوضع عدد 26 أسير من منطقة الخمس في حاوية أمام مكتبه وامر بقفل الحاوية وعدم فتحها ومن يفتحها يموت في وقتها كان الجو حار جدا لدرجة كبيرة جدا… ويتابع كان المساجين مختلطين من جميع الاعمار”
وأضاف:” بعد العصر كنا نسمع المساجين يطرقون على الحاوية من الداخل ويصرخون بصوت عالي فقررنا الدخول الى العميد دبوب وقلنا له بأن المساجين يصرخون بشدة وربما بينهم مريض فقال لنا من يريد الموت يذهب ويفتح عليهم وامرهم بالانصراف “
يقول الشاهد حاولنا التوسط لاعطاء السجناء ماء او نفتح باب للهواء لكن الضابط المسؤول قام بتهديدنا وإطلاق النار اسفل أقدامنا وبقي الأسرى ثاني يوم على نفس الحالة حتى الساعة الثانية ظهرا لم يبقى أي صوت يصدر من الحاوية قام المسؤول بفتح الحاوية لنتفاجئ بمنظر مرعب حيث كان جل الأسرى قد فارقو الحياة
الشاهد على هذه الجريمة تمكن من الهرب من أيدي النظام في وقتها واللجوء إلى دولة عربية أخرى ليبقى شاهدا على هذه الأحداث المؤلمة التي عاشها الشعب الليبي تحت حكم النظام السابق .