الأخبار

كلمة المعهد الدولي للحقوق والتنمية ومنظمة التضامن لحقوق الإنسان

السيد الرئيس، إننا في المعهد الدولي للحقوق والتنمية ومنظمة التضامن لحقوق الإنسان نعرب عن قلقنا البالغ من تنامي خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتضليل الإعلامي، الذي يستهدف فئات اجتماعية بناء على أصولها القبلية أو العرقية، عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والذي بات يهدد النسيج الاجتماعي في ليبيا ويُقوِضْ أي مساعي للتهدئة وإنهاء الأزمة السياسية.

ما حدث في مدينة مرزق نموذج خطير لتأثير خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي. يوم 4 أغسطس، تسببت غارة جوية نفذتها طائرة مُسيرة[i]، في مقتل 43 مدني بينهم أطفال كانوا في تجمع في مناسبة اجتماعية. في ظرف إثني عشر ساعة تحولت الحادثة الى فتنة بين المكونات القبلية في المدينة بسبب التضليل الإعلامي والتحريض على العنف. لقد تم رصد عشرات التقارير المكتوبة والمصورة، نشرتها إحدى القنوات المرئية[ii] خلال أسبوعين حول أحداث العنف في مرزق فقط[iii].

وبالرغم من أن خطاب الكراهية والتحريض على العنف مُجَرَّمْ في القانون الدولي لحقوق الإنسان[iv]، نجده يتنامى بشكل مضطرد وأصبح اليوم يمارسه أغلب الأطراف في ليبيا[v]، بسبب سيادة ثقافة الافلات من العقاب.

سيادة الرئيس، ندعو مجلسكم الموقر إلى توجيه مكتب المفوض السامي لتقديم تقرير خاص بخطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام الليبي لتحديد القنوات والأفراد الذين يرتكبون هذه الجريمة وتوثيق آثارها واقتراح آليات معالجتها.

شكراً

[i] قناة (France 24): “ليبيا: أكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى في قصف جوي لقوات حفتر على مدينة مرزق جنوب البلاد“، 5 أغسطس 2019.

[ii] منظمة التضامن لحقوق الإنسان رصدت تقارير إخبارية تتعلق بمدينة مرزق نشرتها قناة (Libya Channel) على موقعها على شبكة الانترنت (الرابط) وحسابها على موقع (Twitter) (الرابط) وعلى قناتها على موقع (YouTube) (الرابط) في الفترة من 4 أغسطس 2019 إلى 24 أغسطس 2019، فوجدت أن القناة نشرت 48 خبر مختلف عن الأحداث في المدينة منذ الخبر الأول المتعلق بالقصف على المدينة مساء يوم 4 أغسطس، وفي الفترة من 4 الى 19 أغسطس، اسبوعان، كان عدد التقارير 34 تقرير. ما يثير القلق المفردات والعبارات التي وردت في التقرير والتي تصف القوات في المدينة المناوئة، لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بأنها: “المعارضة التشادية”، “العصابات التشادية المدعومة من تنظيم الإخوان الإرهابي”، “المرتزقة التشاديين”، “مسلحين ليبيين وتشاديين من قبائل التبو”، “الميليشيات والمرتزقة”، “جماعات تباوية ليبية وتشادية”، “أبناء قبيلة التبو والتشاديون والإرهابيون”، “ميليشيات داعش وشورى بنغازي والقاعدة وعصابات المرتزقة التشاديين”، “الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية”، “المرتزقة التشادية / الحشد المليشاوي / مجلس شورى بنغازي / تنظيم داعش”، “تبو تشاد / مشروع قطري أردوغاني”، “الإرهاب / العصابات الإجرامية / الخونة”.

[iii] هذه التقارير الإخبارية والتسجيلات المرئية كان يتم عرضها وتكرارها في نشرات القناة طوال ساعات البث. وهذه القناة ليست الوحيدة، فهناك قنوات أخرى تناولت قضية مرزق بشكل مضلل وفيه اتهامات للتبو في مدينة مرزق بارتكاب “جرائم تطهير عرقي” و “حرب إبادة” و “عملية تطهير عرقي في مرزق”. وهذه اتهامات خطيرة نفاها وفد من “مجلس حكماء الساحل الغربي” الذي زار المدينة في مساعي للمصالحة.

[iv] المادة 20 من “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية“، والمادة 4 من “الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري” و “المحكمة الجنائية الدولية لرواندا” و “المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة“.

[v] بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: “برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، نخبة من الإعلاميين والمؤثرين على صفحات التواصل الاجتماعي يتفقون على أخلاقيات صحفية لمواجهة خطاب الكراهية في الإعلام الليبي“، 12 سبتمبر 2019.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى