تقارير

اليوم الدولي للاعنف

إن العمل اللا عنيف هو أسلوب يستطيع به الناس الذين يرفضون السلبية والخضوع، والذين يرون أن الكفاح ضروري، أن يخوضوا صراعهم بدون عنف. والعمل اللا عنيف ليس محاولة لتجنب أو تجاهل الصراع، بل هو استجابة لمشكلة كيفية العمل بفعالية في مجال السياسة، لاسيما كيفية استخدام القدرات بفعالية “[i]

يوافق اليوم الاربعاء 2 اكتوبر اليوم الدولي للا عنف[ii] الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة[iii] في عام 2007. وهذا التاريخ هو تاريخ ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف في القرن العشرين. ووفقاً لقرار الجمعية العامة فإن هذا اليوم الدولي هو مناسبة “لنشر رسالة اللاعنف، بما في ذلك عن طريق التعليم وتوعية الجمهور”، وتجديد التأكيد على “الأهمية العالمية لمبدأ اللاعنف” والرغبة “في تأمين ثقافة السلام والتسامح والتفاهم واللاعنف”.

إن مبدأ اللا عنف، المعروف أيضاً باسم “المقاومة اللا عنيفة”، يرفض استخدام العنف الجسدي لتحقيق تغيير اجتماعي أو سياسي. وهذا الشكل من أشكال الكفاح الاجتماعي، الذي كثيراً ما يوصف بأنه “سياسة الناس العاديين”، قد تبنته جماهير الناس في مختلف أنحاء العالم في حملات ترمي إلى تحقيق العدل الاجتماعي. في صميم كل الجهود المبذولة في هذا الصدد.

ومع أن اللا عنف يُستخدم في الغالب كمرادف لمذهب السلام، فقد تبنت حركات كثيرة تدعو إلى التغيير الاجتماعي، ولا تركز على معارضة الحرب، مصطلح اللاعنف منذ منتصف القرن العشرين.

ومن الركائز الأساسية لنظرية اللا عنف أن سلطة الحكام تعتمد على موافقة السكان، ومن ثم يسعى اللاعنف إلى تقويض هذه السلطة من خلال سحب موافقة وتعاون الشعب.[iv]

وثمة ثلاث فئات رئيسية للعمل اللا عنيف:

  • الاحتجاج والإقناع، بما يشمل المسيرات والاعتصامات؛
  • عدم التعاون؛
  • التدخل غير العنيف، من قبيل عمليات الحصار واحتلال أماكن.

وفي رسالته[v]، بمناسبة اليوم الدولي للا عنف لعام 2019، كتب الأمين العام للأمم المتحدة ” إن العنف في أوقاتنا العصيبة هذه يتخذ أشكالا شتى: فمن الآثار المدمرة لحالة الطوارئ المناخية، إلى الدمار الناجم عن النزاعات المسلحة؛ ومن ألوان المهانة المرافقة للفقر، إلى الظلم النابع من انتهاكات حقوق الإنسان وإلى وحشية الجراح التي يخلفها خطاب الكراهية.

والواقع أننا صرنا نصادف في الفضاء الافتراضي وعلى أرض الواقع خطابات مقززة تستهدف الأقليات وأي شخص يُعتبر ’مختلفا’. وللتصدي لهذا التحدي المتنامي، وأطلقت الأمم المتحدة مبادرتين عاجلتين: خطة عمل لمناهضة خطاب الكراهية، وأخرى بشأن حماية وسلامة المواقع الدينية. وفي الأسبوع الماضي، أصدرتُ نداء عالميا من أجل إعلان عقد للعمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خارطةِ طريقنا للابتعاد عن العنف والتوجه نحو السلام والرخاء والكرامة فوق كوكب معافىً”.

[i]  البروفيسور جين شارب: “سياسة العمل اللا عنيف“.

[ii]  الأمم المتحدة: “اليوم الدولي للا عنف، 2 تشرين الأول/أكتوبر“.

[iii]  الأمم المتحدة: “قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (271/61)“، 15 يونيو 2007.

[iv]  لمزيد من المعلومات حول سياسات مبدأ اللا عنف، انظر منشورات البروفيسور جين شارب على موقع مؤسسة ألبرت آينشتاين، وهي منشورات متاحة مجانا باللغة العربية والعديد من اللغات الأخرى.

[v]  الأمم المتحدة: “رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للا عنف“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى