تقاريرمنوعات

ست وأربعون منظمة غير حكومية ليبية تصدر بيانا مشتركا بمناسبة “اليوم الدولي للقضاء على الفقر”

هايتية تُعد (أقراص الطين) — المخلوطة بالزبدة والملح — التي غدت رمزا لمعاناة هايتي مع الفقر المدقع والجوع. ©الأمم المتحدة/Logan Abass

نشرت اليوم، الخميس الموافق 17 أكتوبر 2019، ست وأربعون (46) منظمة غير حكومية ليبية، من بينها منظمة التضامن لحقوق الإنسان، بيانا مشتركا أعربت فيه عن قلقها من أن معاناة الفقراء في ليبيا ستزداد ودائرة الفقر ستتسع في حال استمرار الوضع الحالي للإنفاق العام في سياق من الصراع وانعدام الأمن، ودعت فيه “المسؤولين في ليبيا، وأصحاب القرار، أن يبذلوا الجهود من أجل مراعاة حقوق الفقراء والمتضررين من النزاعات والحروب التي خلفت النزوح والتشريد والتدمير للبنية التحتية والأحياء السكنية، واستشراء الفساد وهدر للموارد، والتي من أهمها الموارد البشرية، آلاف الشباب بين قتلى وجرحى”.

وطالبت المنظمات الأهلية الحكومة وكل الأطراف السياسية الإسراع في “إيجاد حل للصراع وإنهاء الانقسام السياسي، من أجل ضمان استقرار الاقتصاد الكلي والشروع في برنامج شامل لإعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات ذات العلاقة”.

يوم 17 اكتوبر هو “اليوم الدولي للقضاء على الفقر” والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1992، ودعت فيه دول العالم إلى تخصيص ذلك اليوم للاضطلاع، حسب الاقتضاء على الصعيد الوطني، بأنشطة محددة في مجال القضاء على الفقر والعوز وللترويج لتلك الأنشطة.

يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل[i] بتاريخ 20 نوفمبر، ولهذا جعلت الأمم المتحدة موضوع اليوم الدولي للقضاء على الفقر لهذا العام ليكون “العمل معا لتمكين الأطفال وأسرهم ومجتمعاتهم في سبيل القضاء على الفقر”.

[i] الأمم المتحدة: “اتفاقية حقوق الطفل“. تحدد هذه المعاهدة التاريخية لحقوق الإنسان الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل طفل، بغض النظر عن العرق أو الدين أو القدرات

نص البيان المشترك:

بيان صادر عن مجموعة من منظمات المجتمع المدني بمناسبة

” اليوم الدولي للقضاء على الفقر[ii]

في عالم يتسم بمستوى لم يسبق له مثيل من التنمية الاقتصادية والوسائل التكنولوجية والموارد المالية، لم يزل عُشر سكان العالم (700 مليون) يعيشون في فقر مدقع على أقل من دولارين يوميا“، الأمم المتحدة

يوافق يوم الخميس 17 اكتوبر “اليوم الدولي للقضاء على الفقر” الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة[iii] في عام 1992، ودعت فيه الدول إلى تخصيص ذلك اليوم للاضطلاع، حسب الاقتضاء على الصعيد الوطني، بأنشطة محددة في مجال القضاء على الفقر والعوز وللترويج لتلك الأنشطة. إن السابع عشر من أكتوبر[iv] يمثل فرصة للإقرار بجهد ونضال من يعيشون في الفقر وتهيئة السبيل أمامهم للإعراب عن شواغلهم، ولحظة سانحة للإقرار بأن الفقراء هم من يقفون في مقدمة صفوف مكافحة الفقر. إن مشاركة الفقراء أنفسهم ظلت محور الاحتفال بذلك اليوم منذ بدايته. ويتجلى أيضا في إحياء ذكرى يوم السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر رغبة الفقراء في الاستفادة مما لديهم من خبرات كمساهمة منهم في القضاء على الفقر.

المعلومات تعد شحيحة فيما يخص الإحصائيات والأرقام المتعلقة بنسبة الفقر في ليبيا ومدى قياس جهود الدولة في التصدي له حيث لم يرد أي تفاصيل عن ليبيا على سبيل المثال في “التقرير العربي حول الفقر المتعدد الأبعاد” والذي أشار أن الإسكوا[v] تبذل جهودها مع السلطات الليبية المعنية في اعداد دراسات متخصصة حول ذلك. كذلك الأمر بالنسبة لإحصائيات ومؤشرات البنك الدولي الخاصة بليبيا، لا تتوفر أي معلومات فيها حول معدلات الفقر[vi]، ولكن تقرير البنك الدولي حول الآفاق الاقتصادية لليبيا، أشار إلى أن الارتفاع في معدلات التضخم عام 2017 مع ضعف تقديم الخدمات الأساسية “ساهم في زيادة معدلات الفقر وتفاقُم الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي … كما سارع في تفاقم متاعب السكان”[vii]. والتوقعات أن معاناة الفقراء ستزداد ودائرة الفقر ستتسع لأنه، وحسب رأي البنك الدولي أن “ليبيا ستضطر لتطبيق تعديلات خاصة لابد منها لتفادي نشوب أزمة مالية” من استنفاذ احتياطها من النقد الأجنبي “إذا ما استمر الوضع الحالي للإنفاق العام في سياق من الصراع وانعدام الأمن”.

إن السابع عشر من أكتوبر يمثل فرصة لتذكير المسؤولين في ليبيا وأصحاب القرار بأن يبذلوا الجهود من أجل مراعاة حقوق الفقراء والمتضررين من النزاعات والحروب التي خلفت النزوح والتشريد والتدمير للبنية التحتية والأحياء السكنية، واستشراء الفساد وهدر للموارد والتي من أهمها الموارد البشرية، آلاف الشباب بين قتلى وجرحى.

وبهذه المناسبة، نحن المنظمات الموقعة على هذا البيان نطالب الحكومة وكل الأطراف السياسية ضرورة الإسراع في إيجاد حل للصراع وإنهاء الانقسام السياسي، من أجل ضمان استقرار الاقتصاد الكلي والشروع في برنامج شامل لإعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات ذات العلاقة.

إن بناء مستقبل مستدام يتطلب تكثيف الجهود نحو القضاء على الفقر المدقع والتمييز، والتأكد من أن بإمكان الجميع الممارسة الكاملة لحقوق الإنسان الخاصة بهم. يجب أن تكون المشاركة الكاملة للأشخاص الذين يعيشون في الفقر، ولا سيما في القرارات التي تؤثر على حياتهم ومجتمعاتهم، في صلب السياسات والاستراتيجيات لبناء مستقبل مستدام، للوفاء باحتياجات وتطلعات الجميع، لهذا الجيل وللأجيال القادمة.

المنظمات الموقعة على البيان:

  1. جمعية الثائرات، طبرق،
  2. منظمة مدافعات، بنغازي،
  3. جمعية النهضة درنة، درنة،
  4. حقوقيين بلا قيود، بنغازي،
  5. جمعية شباب وعطاء، سبها،
  6. جمعية نور الحياة، طرابلس،
  7. منظمة أصدقاء اللجوء، سبها،
  8. منظمة نساء الطوارق، أوباري،
  9. منظمة نبض الحياة، بني وليد،
  10. منظمة صوت المهاجر، الزاوية،
  11. جمعيه الميدان الخيرية، طبرق،
  12. الشراكة المجتمعية بطبرق، طبرق،
  13. منظمة دار السلام لطفولة، طبرق،
  14. منظمة أربن للتوجه المدني، الكفرة،
  15. منظمة جيل ونماء الشبابية، طرابلس،
  16. جمعية تبينوا لحقوق الإنسان، نالوت،
  17. الاتحاد النسائي الليبي بالجنوب، سبها،
  18. منظمة البريق لحقوق الطفل، طرابلس،
  19. المركز الليبي لحرية الصحافة، طرابلس،
  20. المنظمة الليبية للشباب والتنمية، درنه،
  21. مؤسسة وفاء للإغاثة والتنمية، طرابلس،
  22. مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان، صبراتة،
  23. منظمة النصير لحقوق الإنسان، طرابلس،
  24. المؤسسة الليبية لحقوق الإنسان، طبرق،
  25. المركز الدولي اتش دي ميديا طبرق، طبرق،
  26. منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس،
  27. شبكة اوهارد لحقوق الإنسان، مكتب ليبيا،
  28. جمعية روح الثورة للأعمال الخيرية، طبرق،
  29. فرقة نسيم الحياة للفنون والمسرح، طبرق،
  30. جمعية حكمة النساء للمرأة والثقافة، الكفرة،
  31. المركز الاستشاري لحقوق الإنسان، طرابلس،
  32. المنظمة المستقلة لحقوق الإنسان، مصراتة،
  33. منظمة ضياء السلام لرعاية الطفولة، الجفرة،
  34. منظمة شباب الطوارق للحوار والمناظرة، سبها،
  35. جمعية مدى يد العون للأعمال الخيرية، الكفرة،
  36. جمعية انا ليبي للأعمال الخيرية والتنمية، طبرق،
  37. المنظمة العربية الدولية لحقـــــوق المرأة، طرابلس،
  38. جمعية بادر للأعمال الخيرية والتنمية والتوعية، طبرق،
  39. جمعية الفنيق للدراسات الميدانية والاستكشافية، طبرق،
  40. المنظمة الليبية للعمل الاجتماعي والثقافي والتنمية، طبرق،
  41. منظمة انطلق للتنمية المستدامة لحقوق الطفل، طرابلس،
  42. جمعية الدرصاف للأعمال الخيرية التوعوية التنموية، طبرق،
  43. منظمة مهاجر للهجرة غير القانونية وشؤون النازحين، الكفرة،
  44. منظمة الابتسامة للأعمال الخيرية والتوعوية والثقافية، طبرق،
  45. مؤسسة تارتيت للبناء والتطوير والتنمية البشرية، سبها وأوباري،
  46. جمعية المنظمة خطوة بخطوة لسيادة القانون وحقوق الانسان، سبها،

[ii] الأمم المتحدة: “اليوم الدولي للقضاء على الفقر“.

[iii] الأمم المتحدة: “قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 196/47“، 22 ديسمبر 1992.

[iv] يرجع تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى يوم 17 أكتوبر من عام 1987. ففي ذلك اليوم اجتمع ما يزيد على مائة ألف شخص تكريما لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقِّع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وقد أعلنوا أن الفقر يُشكل انتهاكا لحقوق الإنسان وأكدوا الحاجة إلى التضافر بغية كفالة احترام تلك الحقوق. وقد نُقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذي رُفع عنه الستار ذلك اليوم. ومنذئذ، يتجمع كل عام في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر أفراد من شتى المشارب والمعتقدات والأصول الاجتماعية لإعلان التزامهم من جديد إزاء الفقراء والإعراب عن تضامنهم معهم.

[v] الأمم المتحدة، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا): “التقرير العربي حول الفقر المتعدد الأبعاد“، تاريخ النشر 2017، الصفحة 5.

[vi] البنك الدولي: “بيانات ليبيا“.

[vii] البنك الدولي: “ليبيا: الآفاق الاقتصادية- أبريل 2018“، 16 أبريل 2018.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى