خلال عام 2019، تم رصد عدد 1155 ضحية من ضحايا حوادث العنف التي وقعت في المدن المختلفة في ليبيا. الغالبية العظمى، 79%، من الضحايا كانوا مدنيين، 906 ضحية، فيما بلغت نسبة الضحايا من الشرطة والأمن والعسكريين 12%، ولم يتم تصنيف 9% من الضحايا لعدم توفر معلومات عن الهوية. بلغت نسبة ضحايا حوادث الاغتيال والقتل، تشمل التفجيرات والهجمات الإرهابية والقتل خارج نطاق القضاء 39% من إجمالي الضحايا، تلتها حالات الاعتقال 33%، فيما بلغت نسبة ضحايا الخطف 20%.
خلال النصف الثاني من العام 2019، زادت أعداد ضحايا الخطف والاغتيال في ليبيا بنسبة 72% مقارنة مع احصائيات النصف الأول من العام، حيث بلغت نسبة ضحايا النصف الثاني (63%) من إجمالي الضحايا . أكثر من نصف الضحايا وقعوا ضحية الاختطاف أو الاعتقال . شهر سبتمبر كان الأكثر عنفاً، بعدد 169 ضحية (15%) من إجمالي ضحايا العام 2019.
المثير للقلق هو ارتفاع جرائم خطف النساء في عام 2019، حيث تم توثيق عدد 21 جريمة خطف لنساء، نجت 7 منهن وتم العثور على جثمان ضحيتين في بنغازي، سيدتين من السودان كانتا مقيمتين في بنغازي إقامة طويلة[i]، فيما ظل مصير اثنتي عشرة ضحية مجهولا[ii]، منهن السيدة سهام سرقيوه[iii]، عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، والتي اختطفت من بيتها فجر يوم 17 يوليو، والسيدة مقبولة الحاسي[iv] البالغة من العمر (68عاماً) خُطفت من بيتها بتاريخ 14 اكتوبر 2019. ثلاث عشرة جريمة من جرائم خطف النساء وقعت في درنة، و ستٌ أخر في مدينة بنغازي.
أغلب الضحايا، 78% من الإجمالي، كانوا ضحايا جرائم وقعت في عشر مدن ومناطق من ليبيا، بينما البقية توزعوا على 29 مدينة وبلدة. مدينة بنغازي الأعنف جغرافيا من حيث عدد الضحايا، 286 ضحية ، والتي تمثل (25%) من اجمالي الضحايا ، تلتها مدينة طرابلس بعدد 117 ضحية ، ومثلت (10%) من اجمالي الضحايا خلال العام 2019، وتلتها مدينة سبها بعدد 102 ضحية.
عدد 344 ضحية، ما يعادل (30%) من الضحايا أصبحوا مغيبين ، لينضموا إلى قائمة المئات من ضحايا الاختفاء القسري المغيبين في السنوات الماضية، فيما لقي 386 ضحية مصارعهم (33%) من إجمالي الضحايا.
[i] شهدت مدينة بنغازي خطف خمس سيدات سودانيات، تم العثور على جثتين منهما وعليهما آثار تعذيب، بينما لايزال مصير الثلاث نساء الأخريات مجهول. وقد وجهت ريم ياسين داوود إبنة القتيلة “زينب الهدندوية”، إحدى المواطنات السودانيات المغدورات في بنغازي عبر أحد المقابلات التلفزيونية الاتهام لضابط الصاعقة المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية محمود الورفلي باختطاف أمها وتعذيبها وقتلها، ” سودانية تتهم سفاح بنغازي محمود الورفلي بقتل أمها بعد تعذيبها وترويعها بـ”أسد“”، خبر منشور بموقع ليبيا أوبزرفر، بتاريخ 12 نوفمبر 2019.
[ii] منظمة التضامن لحقوق الإنسان: “لأول مرة في ليبيا ومنذ عقدين من الزمان جريمة الاختفاء القسري تطال النساء“، بيان بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، 30 أغسطس 2019.
[iii] في مدينة بنغازي، وفي الساعات الأولى من يوم 17 يوليو 2019، اقتحم مسلحون ملثمون، يرتدون ملابس عسكرية، بيت السيدة سهام سرقيوه، عضو مجلس النواب، واقتادوها بعد أن أطلقوا الرصاص على زوجها وأصابوه في ساقه واعتدوا على ابنها البالغ من العمر 16 عاما للضرب المبرح خلال عملية اختطاف السيدة سرقيوه. وعلى الرغم من أنه لم تعترف أي جهة باختطافها ولم يتم بعد تحديد هوية الجناة بشكل قطعي، إلا أن شهادات بعض الشهود تشير إلى أن المهاجمين مرتبطون بما يسمى “الجيش الوطني الليبي”، بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وبالرغم من المناشدات والمطالبات الدولية للإفراج عن السيدة سرقيوه وضمان عودتها سالمة الى اسرتها، إلا أنه لا يزال مصيرها مجهولا حتى الآن. السيدة سهام سرقيوه تعرضت للاختطاف بعد بضع ساعات من مشاركتها في نقاش على قناة مرئية أعربت فيها عن معارضتها للعدوان على مدينة طرابلس.
[iv] السيدة “مقبولة الحاسي” البالغة من العمر (68عاماً) هي سيدة تعمل في مجال العلاج الشعبي بالأعشاب ولديها رخصة بهذا العمل، وصرح ابنها أنها خُطفت من بيتها بقوة السلاح على يد مسلحين تابعين لوحدة الصاعقة بقوات اللواء المتقاعد حفتر، ورغم إدانة خطفها والمطالبة بإطلاق سراحها من قبل قبيلة الحاسة التي تنتمي إليها إلا أن مصيرها لا يزال مجهول.