تقاريرليبيا دوليامنوعات

اليوم الدولي للتعليم 24يناير

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها[i] رقم (25/73) إعلان يوم 24 يناير يوما دوليا للتعليم[ii]، احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية، وباعتباره حق من حقوق الإنسان، وصالح عام ومسؤولية عامة. وتم إحياء اليوم الدولي للتعليم لأول مرة عام 2019. القرار رقم 25/73، شاركت في إعداده نيجيريا و58 دولة أخرى، وأقرت فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بأهمية العمل لضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل على جميع الصعد، ليتمكن الجميع من الحصول على فرص التعلم مدى الحياة واكتساب المعارف والمهارات اللازمة للمشاركة الكاملة في المجتمع والمساهمة في التنمية المستدامة.

كما أقر المجتمع الدولي، عند تبنيه خطة التنمية المستدامة لعام 2030، في سبتمبر 2015، بأن التعليم ضروري لنجاح جميع الأهداف السبعة عشر لخطة التنمية المستدامة، وخصص الهدف الرابع[iii] من الخطة “لضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع” بحلول عام 2030.

كما يعزز التعليم الجيد فرص إحلال السلام في الدول التي تعاني من نزاعات وصراعات داخلية مسلحة، من خلال تعليم قيم أهمية الانفتاح على الآخر، والتفاهم بين الثقافات، والمصالحة، والإخاء، كما يمنح التعليم للأطفال سلما للخروج من الفقر ومساراً إلى مستقبل واعد.

وفقا للتقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2019[iv]، يوجد ما يقرب من 265 مليون طفل ومراهق في العالم لا تتاح لهم الفرصة للدراسة أو حتى إكمالها، مع أن أكثر من 20% منهم في سن التعليم الابتدائي، إلا أنهم محبطون بسبب الفقر والتمييز والنزاعات المسلحة وحالات الطوارئ وآثار تغير المناخ. منظمة اليونيسف، في تقريرها عام 2015، أوضحت أن حوالي 13.4 مليون طفل من أصل 34 مليون طفل في سن الدراسة، أي 40%، لا يرتادون المدارس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة للصراعات المسلحة[v].

وفي ليبيا يواجه قطاع التعليم تحديات متعاظمة، من تردي المرافق التعليمية وضعف التأهيل لفئة كبيرة من المعلمين والمعلمات، وتفشي الفساد الإداري، نتيجة سوء إدارة القطاع في حقبة النظام السابق، والذي زادته سنوات الصراع المسلح منذ عام 2011 سوءًا. قامت منظمة اليونيسف بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم سنة 2012 بتنفيذ “البرنامج الوطني لتقييم المدارس” شمل 4800 مدرسة في مختلف مناطق ليبيا[vi]، ووجدت أن نصف المدارس “تطلب مزيدا من الكتب المدرسية ووسائل المساعدة البصرية ومواد التدريس لتحسين المحيط التعليمي”.

وقد أدى الهجوم والذي تشنه قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر منذ 4 أبريل 2019، على طرابلس، مدينة يقطنها أكثر من 2 مليون نسمة، إلى تعرض الكثير من المدارس إلى الهجمات وتعريض حياة التلاميذ إلى الخطر مما أدى إلى ” إغلاقات، تركت حوالي 200 ألف طفل خارج مقاعد الدراسة”، وفقا لأحدث بيان صادر عن منظمة اليونيسف[vii]. وقد تناولت صفحات وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي تسجيل مرئي[viii] وثق هلع تلاميذ إحدى المدارس، في منطقة تاجوراء شرقي طرابلس، لحظة قصف طيران حربي تابع لحفتر لمنطقة ملاصقة للمدرسة.

منظمة التضامن لحقوق الإنسان، تعرب عن قلقها من استمرار أعمال العنف وحرمان الأطفال، بصفة خاصة وعموم الطلبة؛ من تلقي التعليم في المدارس والمرافق التعليمية الأخرى، هو انتهاكا لحق من حقوقهم الأساسية، وسيكون له تداعيات سلبية بعيدة المدى، على جيل كامل من الفتيان والفتيات الليبيين، وعلى تنميتهم الصحية

[i] الجمعية العامة للأمم المتحدة: “قرار رقم 25/73 بإعلان اليوم الدولي للتعليم“، 3 ديسمبر 2018.

[ii] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو: “أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 كانون الثاني/ يناير اليوم الدولي للتعليم“، 5 ديسمبر 2018.

[iii] الأمم المتحدة، أهداف التنمية المستدامة: “الهدف 4 – ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع“.

[iv] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو: “الهجرة والنزوح والتعليم: بناء الجسور لا الجدران“، التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2019.

[v] إذاعة ألمانيا (Deutsche Welle): “يونيسف: الصراعات بالشرق الأوسط تحرم 13 مليون طفل من التعليم“، 3 سبتمبر 2015.

[vi] بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: “حقائق عن البرنامج الوطني لتقييم المدارس“، 28 فبراير 2013. بينت الدراسة أن “40% من المدارس قد تعرضت لأضرار متفاوتة بسبب الحرب عام 2011″، وأن “15% من المدارس يضطر فيها أكثر من 90 تلميذا ما بين ذكور و إناث إلى استعمال مرحاض واحد مختلط، في حين أنّ 16% من المدارس لا يتوفّر بها الصابون للأطفال لغسل الأيدي و مدرسة من كلّ أربع مدارس لا يتوفّر بها الماء الصالح للشراب.”، أما بالنسبة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن الدراسة وجدت أن ” 1 %فقط من المدارس الحكوميّة تتوفّر بها حمّامات صالحة لاستعمال الطلبة من ذوي الإعاقات. أقلّ من 5 %من المدارس توفّر احتياجات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصّة.”

[vii] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو: “ليبيا: عشرات الآلاف من الأطفال مُعرضون للخطر وسط العنف والفوضى الناجمة عن نزاع لا يهدأ“، 17 يناير 2020. البيان الصادر عن المديرة التنفيذية للمنظمة ذكر “تدهورت أوضاع آلاف الأطفال والمدنيين، منذ اندلاع أعمال العنف في طرابلس وغرب ليبيا في نيسان/أبريل من العام الماضي. وأدّت الهجمات العشوائية في المناطق المأهولة بالسكان إلى مقتل المئات، كما تلقت اليونيسف تقارير عن تعرّض أطفال إلى الإصابة بجراح أو قتل، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال في القتال. هذا وقد أجبر أكثر من 150 ألف شخص، 90 ألف منهم من الأطفال، على الفرار من منازلهم ليصبحوا الآن في عداد النازحين.”، وأضاف ” تعرضت للهجمات البنية التحتية التي يعتمد عليها الأطفال للرفاه والبقاء. أصيب بالضرر حوالي 30 مرفق صحي نتيجة النزاع، مما اضطرّ 13 منها إلى الإغلاق. كما أن الهجمات على المدارس وتعرّضها للتهديد بالعنف أدى إلى إغلاقات، تركت حوالي 200 ألف طفل خارج مقاعد الدراسة. تعرّضت شبكات المياه للهجمات وقاربت اجهزة إدارة النفايات على الإنهيار، مما يزيد بشكل كبير من خطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه، ومن ضمنها الكوليرا.”، وبخصوص الأطفال المهاجرين واللاجئين “إن 60 ألف من الأطفال اللاجئين والمهاجرين الموجودين حالياً في المناطق الحضرية هم أيضاً في غاية الهشاشة، خاصة الأطفال غير المصحوبين أو المحتجزين، والبالغ عددهم 15 ألف طفل. كان لهؤلاء الأطفال وصول محدود لخدمات الحماية والخدمات الأساسية أصلاً، ما يعني أن النزاع المتصاعد قد زاد من المخاطر التي يواجهونها.”

[viii] موقع العربي الجديد: “فيديو يظهر هلع أطفال مدرسة بتاجوراء أثناء قصف طيران حفتر للمنطقة“، 30 ديسمبر 2019. مكان القصف كان قريبا جدا لمبني المدرسة، حيث يظهر في التسجيل غبار أو دخان من الجهة اليسرى، وهذا يدل على أنه كادت القنبلة أو الصاروخ أن يصيب المدرسة ذاتها ويتسبب في كارثة

فيديو من داخل مدرسة شهداء الحرية يوضح لحظة وقوع القصف بالمنطقة القريبة من المدرسة

فيديو من داخل مدرسة شهداء الحرية يوضح لحظة وقوع القصف بالمنطقة القريبة من المدرسة

Gepostet von ‎مراقبة تعليم بلدية تاجوراء‎ am Sonntag, 29. Dezember 2019

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى