تعرضت منطقة البدري بحي الهضبة جنوب طرابلس إلى قصف بالهاون أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال، وإصابة طفل رابع إصابات بليغة[i]. القذيفة أصابت الأطفال إثناء توجههم إلى المدرسة صباح يوم الثلاثاء، الموافق 28 يناير 2020.
قد حذرت منظمة التضامن في بيان سابق[ii] لها من تزايد الإصابات في صفوف المدنيين بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وأبدت مخاوفها من أن استهداف المناطق السكنية واستهداف المدنيين متعمد، وهو ما يجعل هذه الاعتداءات ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
فقد أدت المواجهات المسلحة، منذ أن بدأت المليشيات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر هجومها على العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل الماضي، إلى مقتل وإصابة 65 طفل خلال عام 2019[iii]، ثلثيهم (42 ضحية) في الثلاثة الأشهر الأخيرة[iv]. خلال شهر يناير الحالي لقي 5 أطفال مصرعهم وأصيب 3 آخرون في طرابلس وضواحيها. وقد أدى هجوم مليشيات حفتر إلى تعرض الكثير من المدارس إلى الهجمات وتعريض حياة التلاميذ إلى الخطر مما أدى إلى ” إغلاقات، تركت حوالي 200 ألف طفل خارج مقاعد الدراسة”، وفقا لأحدث بيان صادر عن منظمة اليونيسف[v].
منظمة التضامن لحقوق الإنسان، تعرب عن قلقها من استمرار أعمال العنف لما تسببه من آثار نفسية خطيرة على الأطفال، ناجم عن العيش في ظل التهديد المستمر والعشوائي والذي يشعرون فيه بالخوف وعدم الأمان وما يشاهدونه من دمار ودماء وأشلاء. استمرار هذا العنف ستكون له تداعيات سلبية بعيدة المدى، على جيل كامل من أطفال ليبيا، وعلى تنميتهم الصحية.
منظمة التضامن لحقوق الإنسان تدين استهداف الأحياء السكنية والمدنيين والذي يُعّد جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني، وتطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية الموجهة ضد المناطق السكنية، وتطالب بالتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
توفي نتيجة القصف العشوائي على حي الهضبة، يوم الثلاثاء الموافق 28 يناير، كل من؛ أنس الغزيوي (12 سنة)، وسند العريبي (10 سنوات) وزكريا جمال (9 سنوات)، وأصيب عبد المالك الغزيوي (10 سنوات) وهو حاليا في العناية الفائقة.
[i] قناة ليبيا الأحرار: “3 أطفال قتلى ورابع بالعناية الفائقة جراء قذائف مليشيات حفتر على الهضبة“، 28 يناير 2020.
[ii] منظمة التضامن لحقوق الإنسان: “قصف المناطق السكنية والمرافق المدنية جريمة حرب“، 7 يناير 2020.
[iii] منظمة التضامن لحقوق الإنسان: “ضحايا المواجهات المسلحة في ليبيا خلال عام 2019“، 16 يناير 2020.
[iv] منظمة التضامن لحقوق الإنسان: “فئات ضحايا المواجهات المسلحة في ليبيا خلال عام 2019“، 16 يناير 2020.
[v] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو: “ليبيا: عشرات الآلاف من الأطفال مُعرضون للخطر وسط العنف والفوضى الناجمة عن نزاع لا يهدأ“، 17 يناير 2020. البيان الصادر عن المديرة التنفيذية للمنظمة ذكر “تدهورت أوضاع آلاف الأطفال والمدنيين، منذ اندلاع أعمال العنف في طرابلس وغرب ليبيا في نيسان/أبريل من العام الماضي. وأدّت الهجمات العشوائية في المناطق المأهولة بالسكان إلى مقتل المئات، كما تلقت اليونيسف تقارير عن تعرّض أطفال إلى الإصابة بجراح أو قتل، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال في القتال. هذا وقد أجبر أكثر من 150 ألف شخص، 90 ألف منهم من الأطفال، على الفرار من منازلهم ليصبحوا الآن في عداد النازحين.”، وأضاف ” تعرضت للهجمات البنية التحتية التي يعتمد عليها الأطفال للرفاه والبقاء. أصيب بالضرر حوالي 30 مرفق صحي نتيجة النزاع، مما اضطرّ 13 منها إلى الإغلاق. كما أن الهجمات على المدارس وتعرّضها للتهديد بالعنف أدى إلى إغلاقات، تركت حوالي 200 ألف طفل خارج مقاعد الدراسة. تعرّضت شبكات المياه للهجمات وقاربت أجهزة إدارة النفايات على الانهيار، مما يزيد بشكل كبير من خطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه، ومن ضمنها الكوليرا.”، وبخصوص الأطفال المهاجرين واللاجئين “إن 60 ألف من الأطفال اللاجئين والمهاجرين الموجودين حالياً في المناطق الحضرية هم أيضاً في غاية الهشاشة، خاصة الأطفال غير المصحوبين أو المحتجزين، والبالغ عددهم 15 ألف طفل. كان لهؤلاء الأطفال وصول محدود لخدمات الحماية والخدمات الأساسية أصلاً، ما يعني أن النزاع المتصاعد قد زاد من المخاطر التي يوجهونها.”