تقاريرمنوعات

اليوم العالمي لحرية الصحافة

  

“الصحافة من دون خوف أو محاباة”، منظمة اليونسكو 2020

اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام لن يكون كغيره من الأعوام، حيث تخيم على جميع وسائل الإعلام في العالم نظم وقيود جديدة، فرضت عليهم التباعد والعمل من أماكن متفرقة يحمون أنفسهم من خطر جديد يضاف إلى قائمة المخاطر التي يعانيها الصحفي والإعلامي، ألا وهي جائحة فيروس كورونا التي أجبرت هولندا وهي الدولة المضيفة إلى تأجيل برنامج “اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2020″، حيث كان من المقرر عقد مؤتمر في الفترة من 22 إلى 24 أبريل في المنتدى العالمي في لاهاي. وكان من المقرر أيضاً عمل احتفالاً مشتركاً باليوم العالمي لحرية الصحافة واليوم الدولي “لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين” مع أكثر من 1000 مشارك مسجل و 60 جلسة مؤكدة، ولكن بسبب جائحة فيروس كورونا ولتقليل التكاليف والمخاطر لجميع المعنيين، تقرر تأجيل المؤتمر[i] إلى الفترة من 18 إلى 20 أكتوبر في نفس المكان.

الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة[ii] في عام 1993، على أثر توصية موجّهة إليها اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو سنة 1991، في إعلان ويندهوك[iii] ناميبيا “للنهوض بصحافة مستقلة وتعددية في أفريقيا” في مواجهة سنوات من عنف الحكومات والسلطات في القارة. وقد اختارت الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو شعار “الصحافة من دون خوف أو محاباة” ليكون عنوان احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام. وأطلقت منظمة اليونسكو حملة عالمية عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في مشهد إعلامي معقد بشكل متزايد، مع التركيز على سلامة الصحفيات والصحفيين والإعلاميين، وأهمية صحافة مستقلة ومهنية خالية من التأثير السياسي والتجاري، و المساواة بين الجنسين في جميع جوانب وسائل الإعلام.

منظمة مراسلون بلا حدود بدورها لم تكن متفائلة هذا العام على أوضاع حرية الصحافة، حيث وصفت مستقبل الصحافة في عنوان نسخة 2020 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة[iv]، الذي تصدره سنوياً المنظمة، قائلة “بينما نقف على أبواب عقد حاسم بالنسبة للصحافة، جاءت أزمة كورونا لتزيد الطين بلة”. وقد أبرزت جائحة فيروس كورونا التهديد الذي يطال الصحفيين، في العالم العربي[v]، في الحق في الوصول إلى معلومات نابعة من مصادر حرة ومستقلة ومتعددة وموثوق بها.

ووصف تقرير منظمة مراسلون بلا حدود أوضاع وسائل الإعلام والصحافة في ليبيا بأنها باتت طرفاً في النزاع المسلح، وأن وسائل الإعلام الليبية تدفع ثمناً باهظاً جراء حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تعيشه ليبيا منذ سنوات، وما يصاحبه من نزاع[vi]. ففي هذا السياق، تواجه وسائل الإعلام والصحفيين أزمةٌ لم يسبق لها مثيل، حيث باتت الأطراف المتناحرة تزج بالعديد من الفاعلين الإعلاميين في مستنقع الصراع. وبالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام كأداة دعائية، فإن الجهات السياسية والعسكرية الفاعلة في الصراع الليبي نصَّبت نفسها وصية على المنابر الإعلامية فارضة رقابة على ما تنشره من معلومات.

وفي هذا اليوم تؤكد التضامن على أهمية تذكير وسائل الإعلام الليبية من جديد، العامة منها والخاصة، في هذا الوقت الراهن الذي تعاني فيه ليبيا من صراع وجبهات متنوعة، من خطر استمرار خطاب التحريض والعنف الذي يساهم فيه الجميع، فلم يعد هناك معايير تحكم المهنة ولا سلطات مختصة تحاسب المخالف منها. كما توصي التضامن بضرورة وجود ميثاق شرف ومدونات سلوك التي تنظم عمل وسائل الإعلام الوليدة في ليبيا.

ليبيا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى إعلاميين وصحفيين يحافظوا على استقلاليتهم وينحازوا فقط إلى الوطن، انحياز لا يمكن بأي حال من الأحوال أو تحت أي ظرف أن يبرر خطاب الكراهية والتحقير والتحريض على العنف

[i] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة: “تأجيل المؤتمر العالمي حول حرية الصحافة بسبب جائحة كوفيد 19“، 12 مارس 2020.

[ii] الأمم المتحدة: “اليوم العالمي لحرية الصحافة، 3 أيار/مايو“. تم اختيار تاريخ إعلان ويندهوك 3 مايو، ليكون اليوم العالمي لحرية الصحافة.

[iii] منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة: “إعلان ويندهوك للنهوض بصحافة مستقلة وتعددية في أفريقيا“. الإعلان جاء في ختام ندوة نظمت في ويندهوك، ناميبيا، في الفترة من 29 أبريل إلى 3 مايو 1991، وشاركت فيها الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو.

[iv] منظمة مراسلون بلا حدود: “التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2020“.

[v] العربي الجديد: “الإعلام العربي: من لم يصبه الفيروس… تتكفل به الأنظمة“، 16 أبريل 2020.

[vi] منظمة مراسلون بلا حدود: “ليبيا: وسائل الاعلام باتت طرفا في النزاع المسلح“.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى