الأخبارمنوعات

ترهونة مدينة ريفية جميلة تحولت إلى مقابر جماعية تضم حكايا وحشية

موقع الجزيرة

ترهونة المدينة الليبية  التي شهدت جرائم بحق الإنسانية بعد أن اتخذها زعيم الحرب خليفة حفتر مركز له لإطلاق هجماته على مدينة طرابلس، هذه المدينة بعد أن تحررت من براثن الظلم والقهر لازالت تعيش تحت وقع الصدمة ولازال الجرح الليبي ينزف فيها .

مع كل جثمان يعثر عليه في المقابر الجماعية تتفتح جروح تلك المدينة المنكوبة من جديد، ففي تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني أظهر حجم المآساة وكيف تحولت تلك المدينة من حقول خضراء جميلة إلى مقابر جماعية شهدت فظائع بحق الإنسانية استهدفت المواطنين المسالمين في تلك المدينة بكل أعمارهم وخلفياتهم السياسية .

 فقد جاء بالتقرير أنه عثر على نحو 80 جثة فقط خلال شهرين ونصف أكثر من نصفهم كانو في حقل واحد وكما يرى المسؤولون أنه على الأغلب لازال ثلاث أضعاف هذه الأعداد تحت الأنقاض .

من جهته يقول رئيس بلدية ترهونة محمد علي الكوشر : “ما زال أمامنا الكثير لحفره، لقد تم حفر 20% فقط من هذه المنطقة. لقد قُتل ودُفن هنا أناس من جميع الخلفيات، بمن فيهم طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، وما زلنا نعثر على جثث جديدة كل يوم، ودفنوا رجلا مع سيارته، وكانت يداه مقيدتين بعجلة القيادة”.

وعلى ما يبدو تبعا لما قاله رئيس البلدية فإن عمليات الحفر والبحث قد تستمر عاما كاملا للبحث في كل الأماكن المشتبه فيها نظرا لنقص الإمكانيات والدعم الدولي اللازم.

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش  قد دعا إلى إجراء تحقيق شفاف وسريع بعد العثور على تلك المقابر في ترهونة ، لكن لم تحصل المدينة إلا على مساعدة بشكل بسيط .

وجاء في التقرير المنشور على الموقع المذكورالعديد من الإفادات لمن نجو من عمليات القتل في تلك المدينة، إلى جانب شهادات لأفراد من عائلات الضحايا، وجاءت معظم الإفادات متحدثة عن جرائم ارتكبها خفتر وحلفائه أبرزهم أبناء الكاني الذين قادوا عصابة إجرامية تحالفت مع مليشيات حفتر، وهم 7 إخوة بقيادة محمد الكاني وشقيقه محسن الكاني، العسكري العنيد الذي قاد هجمات عائلة الكاني على طرابلس أثناء هجوم حفتر على المدينة، كما قاد هجوما لعائلته على طرابلس من قبل صيف 2018 بسبب خلاف على إيرادات الدولة.

وكما جاء في التقرير فقد مارس أبناء الكاني عمليات القتل الجماعي والسجن والتعذيب والحرق والإخفاء القسري ضد سكان ترهونة، وما زال أحد السجون في المدينة شاهدا على الفظائع التي ارتكبوها بحق سكان المدينة.

وحسب التقرير، فإن البعض من سكان ترهونة ما زالوا يتجنبون الإبلاغ عن فقدان أقاربهم وأصدقائهم، لأن البعض ممن يرون أنهم متواطئون مع أبناء الكاني ما زال بالإمكان رؤيتهم في المدينة.

“لا تتركوا رجالا”

ومن بين العائلات المفجوعة بفقدان ذويها، أورد التقرير قصة أطفال عائلة الجاب الله، الذين ما زالت رؤية رجال يحملون السلاح أمرا يفوق قدرتهم على التحمل، حيث يدخلون في نوبات بكاء ويختبئون كلما مرت أمام منزلهم عناصر من الأجهزة الأمنية.

وقتل أحد أفراد العائلة، وهو طارق علي الجاب الله، برصاصة في الشارع أمام ابنه الصغير في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي اليوم التالي اعتقل أبناء الكاني 10 من أفراد عائلته.

ووفقا للموقع، فقد أصدر صبري الغارب -الذي كان يوالي الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والذي قاد الهجوم على عائلة الجاب الله- الأمر لرجاله قائلا “لا تتركوا رجالاً”.

وتقول سيدة من أفراد العائلة -تدعى ربيعة الجاب الله وهي تغالب دموعها- “لقد فقدت زوجي و4 من أشقائي وعمي و4 من أبناء عمي، ما زلت خائفة”.

ووفقًا للهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين -ومقرها طرابلس- فقد أُبلغ عن فقدان نحو 270 شخصًا في ترهونة، لكن مدير التعاون الدولي في المؤسسة الدكتور محمد الزليطني يقدّر أن هناك 150 حالة لم يتم الإبلاغ عنها خوفًا من أعمال الانتقام التي لا تزال تخيم على المدينة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى