الأخبارتقارير

“مؤثرون” ليبيون على تطبيق “تيك توك” يهددون سلامة الصحة النفسية والقيم الأخلاقية للأطفال والمراهقين في ليبيا

Ref: PRS 2025/02/100416.02.2025

بيان مشترك صادر عن تسع منظمة ليبية غير حكومية

“مؤثرون” ليبيون على تطبيق “تيك توك” يهددون سلامة الصحة النفسية والقيم الأخلاقية للأطفال والمراهقين في ليبيا

يُعَّد تطبيق تيك توك وفق كثير من الإخصائيين التربويين والإخصائيين الطبيين عالما مملوءا بالمخاطر الناجمة عن محاولات التأثير في عقول الأطفال والمراهقين وكذلك إصابتهم باضطرابات نفسية وسلوكية. دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو[1]، ربطت استخدام الأطفال لتطبيق تيك توك بزيادة الاكتئاب والسلوك التخريبي واضطرابات الأكل بين الأطفال … وأن العديد منهم يظهرون علامات الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي”. وفي تقرير للجمعية الأمريكية لعلم النفس[2] حول كيفية تأثير منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك على أدمغة الأطفال بشكل مختلف عن البالغين، مما “يمكن أن يؤدي إلى القلق وأعراض الاكتئاب ومشاكل الصورة الذاتية”. وتناول مؤتمر طبي نظمته جامعة هارفرد[3] حول علاقة تطبيق “تيك توك” بمرض انفصام الشخصية، وحذروا من أن التطبيق قد “يتسبب بانفصام الشخصية لدى الأطفال”.

المنظمات الموقعة على هذا البيان لاحظت ظهور علامات الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي بين مستخدمي تطبيقات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق تيك توك. تُظهر التسجيلات المرئية (الفيديوهات القصيرة) اهتمام المراهقون في ليبيا بمتابعة حسابات عشرات “المؤثرون” على هذا الموقع من الجنسين. لا يتم مراعاة الفوارق العمرية، ويكثر نقل ونشر مقاطع فيديو لشباب ليبيين وفتيات، وهم في بث مباشر، يتحدثون ويقومون بأفعال دون ضوابط، أفعال وأقول لا تخدش الحياء فقط، بل تقع تجاوزات كبيرة؛ مثل الحديث على العلاقات الجنسية والتلفظ بألفاظ نابئة. ومن أخطر التجاوزات التي تم رصدها، تواصل بعض المؤثرين مع قاصرين وأطفال عبر بث مباشر يحدث فيه التنمر واستخدام الطفل كمادة للسخرية وجلب متابعات.

لا يكاد يوجد هاتف لطفل أو قاصر إلا وهو يتابع تطبيقات فيها متابعات لبالغين ممن يعرفون بالمشاهير “المؤثرين”، كما لا يوجد أي ضوابط أو مراقبة من أولياء الأمور الذين يتهاونون في مسئولية متابعة استخدام أطفالهم لتطبيق غير منضبط وخالي من أي فائدة. الكثير من أولياء الأمور يعتقدون أن هذا المحتوى هو ترفيهي، لذا يظنون أنه “لا يوجد ما يُقلق”. استخدام الأطفال للتكنلوجيا والتطبيقات لغرض التعليم وتنمية القدرات، أمر مهم وربما يصل إلى الضرورة، ولكن بضوابط ومتابعة من أولياء الأمور. منصات “التواصل الاجتماعي” تصميمها لإبقاء المستخدم يشاهد محتواها لأطول فترة ممكنة. إحدى الأدوات هي “التغذية” (Feed) التي تستخدمها في “اقتراح” محتويات بناء على نوع المحتويات التي شاهدها المستخدم وكيف تفاعل معها (مثل إعجاب، أو مشاركة).

منظمة العفو الدولية في تقرير[4] لها بعنوان “مدفوع إلى الظلام: كيف يشجع تغذية تيك توك ‘من أجلك’ على إيذاء النفس والتفكير الانتحاري”، خلصت إلى أن خاصية تغذية تيك توك ‘من أجلك'” يمكن بسهولة جذب الأطفال والشباب الذين يبدون اهتمامًا بالصحة العقلية إلى الوقوع في متابعة من محتوى إلى آخر لا يستطيعون الانفكاك عنه من المحتويات التي من المحتمل أن تكون ضارة، بما في ذلك مقاطع الفيديو التي تروج للتفكير الاكتئابي وإيذاء النفس والانتحار.

المنظمات الموقعة على هذا البيان، تؤكد أن سلامة الصحة النفسية للأطفال باتت في خطر، بسبب ما يتم تناوله في تلك المحتويات التي ينشرها ما يعرف بالمشاهير “المؤثرين” في ظل غياب إعلام حكومي تربوي حقيقي للأطفال، مما جعل الأطفال في ليبيا منعزلين ومغيبين عن التوجيه المؤسسي، وكل ما يسيطر عليهم هو “محتوي شخصي” الذي ينشره أشخاص “مؤثرون” لا يستوعبون التهديد الذي يشكلونه على القاصرين الذين يتابعون حساباتهم أو قنواتهم.

توصي المنظمات الموقعة على البيان:

  • الحكومة بتشكيل لجنة من الخبراء لتضع سياسة وطنية لتحديد كيفية الحد من مخاطر منصات وتطبيقات “التواصل الاجتماعي” على الأطفال والقاصرين، وتحديد سياسة لإلزام الشركات التي تقدم خدمة الربط بالإنترنت لحظر وصول الأطفال والقاصرين إلى مواد ومواقع لا تناسب أعمارهم،
  • وزارة التعليم بأن تعي أنها المعنية بالتربية والتعليم، ويجب أن تكون موادها وأساليبيها التربوية تتناسب مع أدوات العصر، مما يجذب انتباه الأطفال، فلا ينجذبون إلى قنوات أو مواد ضارة لصحتهم النفسية والعقلية،
  • أولياء الأمور أن يكونوا أكثر حرص ومتابعة للمحتوى الذي يتابعه أبنائهم، والحرص على التقيد بالإجراءات الاحترازية والقانونية أثناء تنزيل أي تطبيق على هواتف أبنائهم، وأن يكون لولي الأمر القدرة على متابعة أي محتوى يصل إليه أبناءهم،
  • الجهات الرقابية ومؤسسات إنفاذ القانون أن تصدر تعليمات واضحة بمنع أي تجاوز يسيء للمصلحة الفضلى للطفل، خاصة التنمر على الأطفال واستهدافهم بالمحتويات الخادشة للحياء،
  • المؤسسات التشريعية في ليبيا العمل على تحديث القوانين وإصدار التشريعات التي تتماشي مع المعطيات المعاصرة، والتي من أهمها العالم الرقمي، الذي أصبح المجال الذي يقضي فيه الأطفال أغلب أوقاتهم، حيث إن التشريعات الليبية تعاني القصور في ضبط وحماية حقوق الطفل في العالم الافتراضي، و
  • وزارة الشؤون الاجتماعية بضرورة أن تتحمل مسؤوليتها المهمة في التوعية ونشر الوعي في قضايا حماية بيئة الأطفال، والعمل على مد جسور التواصل الفاعل بين أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية.

المنظمات الموقعة على البيان:

  1. منظمة البريق لحقوق الطفل، طرابلس.
  2. منظمة إحقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل، طرابلس.
  3. منظمة تبينوا لحقوق الإنسان، نالوت.
  4. المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس.
  5. منظمة النصير لحقوق الإنسان، طرابلس.
  6. منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس.
  7. منظمة رواد الفكر ماترس، ماترس.
  8. منظمة شباب ماترس، ماترس.
  9. منظمة أطوار للأبحاث والتنمية المجتمعية، طرابلس. 

صدر في طرابلس – ليبيا

16 فبراير 2025

[1] University of California San Francisco: “How Many Children Use TikTok Against the Rules? Most, Study Finds”, January 2025.

[2] American Psychological Association (APA): “Why young brains are especially vulnerable to social media”, August 3, 2023.  The science behind why apps like TikTok, Instagram, and Snapchat impact your child’s brain in a different way than your adult brain.

[3]  قناة الجزيرة: “الأطباء النفسيون يحذرون.. “تيك توك” قد يتسبب بانفصام الشخصية لدى الأطفال“، 6 سبتمبر 2023. أشار مشاركون في المؤتمر أن منصات التواصل الاجتماعي وفرت لمريض الفصام فرصة الظهور أمام المجتمع بحالاته النفسية المختلفة، مما جذب كثيرا من المتابعين لحساباتهم، لكن هؤلاء المتابعين أصبح جزء منهم مرضى أو مدعين لذلك من باب التقليد والشهرة، ونتيجة لذلك أصبح الأطباء النفسيون يواجهون صعوبة في التمييز بين الحالات الحقيقية والمدعية، بل ومواجهة بعض الذين يرفضون العلاج بحجة تقبّل أنفسهم والتصالح معها.

[4] Amnesty International: “Driven into Darkness: How TikTok’s ‘For You’ Feed Encourages Self-Harm and Suicidal Ideation”, November 7, 2023.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى