Ref: PRS 2024/12/1081 | 06.12.2024 |
بيان بشأن جرائم خطف وتعذيب وقتل في منطقة ورشفانة تقوم بها “الكتيبة 55” التابعة لحكومة الوحدة الوطنية
منظمة التضامن لحقوق الإنسان (منظمة التضامن) تُحَمِّل السيد عبد الحميد الدبيبه، بصفته رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية وبصفته وزير الدفاع، مسؤولية الانتهاكات الجسيمة[i] التي ترتكبها “الكتيبة 55 مشاة”، والتي يرأسها المدعو معمر الضاوي[ii]، في منطقة ورشفانة. اليوم وقت صلاة الجمعة الموافق 6 ديسمبر، قامت مجموعة تابعة لمعمر الضاوي، وبقيادة أحمد موسى اعظيم، بإجلاء نساء وأطفال عائلات الأجدل من بيوتها في مدينة المعمورة وتركهم في الشارع بدون مأوى. منظمة التضامن تدعو السيد رئيس الوزراء إلى تحمل مسؤوليته والعمل فوراً إلى حماية نساء وأطفال عائلات أبناء المهدي الأجدل، والإفراج عن أبناء الأجدل، المختطفين منذ 21 أكتوبر 2024، ومحاسبة الجناة.
مساء يوم 22 أكتوبر 2024، قامت مجموعة من أفراد “الكتيبة 55 مشاة” بخطف كل من: منير الأجدل (ملازم أول في الشرطة)، وشقيقيه وليد وأيمن (كلاهما شرطي)، وشقيقه كمال (موظف في السجل المدني)، ومعهم ضيفهم السيد عبد القادر راشد الذي كان متواجداً بالبيت وقت المداهمة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. اليوم التالي انتشرت مزاعم عن وفاة كل من السيد منير الأجدل والسيد عبد القادر راشد تحت التعذيب[iii]. عندما حاولت أسرة منير التحقق من الأمر في مستشفى الزهراء، تم منعهم من الدخول. ولاحقا عندما أقامت الأسرة مأتم في بيتهم[iv]، داهمتهم المجموعة المسلحة واقتادوا إحدى شقيقات منير إلى مركز شرطة المعمورة، التابع لمديرية أمن الجفارة، وظلت محتجزة في المركز حتى الساعة الحادية عشر مساء، عندما تم إخلاء سبيلها بتدخل أعيان ورشفانة.
الاعتداء على بيوت عائلات الأجدل لم تتوقف منذ يوم 22 أكتوبر. وفقا لمعلومات تحصلت عليها منظمة التضامن من المنطقة، المسلحين من “الكتيبة 55 مشاة” كانت تقوم بالاعتداء على البيوت يوميا. ورغم علم مديرية أمن الجفارة، والتي رفضت فتح محضر في جرائم الخطف ولا في الاعتداءات على حرمة البيوت، لم تتدخل المديرية لوقف الاعتداءات. منظمة التضامن تلقت معلومات بأن الأسر تقدمت ببلاغ لدى مكتب النائب العام، ولكن حتى تاريخ اليوم لم تتوفر أي معلومات عن أي إجراءات اتخذها المكتب بشأن البلاغ.
إن منظمة التضامن تدين عدم قيام مديرية أمن الجفارة، بقيادة اللواء عبد الناصر الطيف، بواجبها في حماية النساء والأطفال ومحاسبة الجناة، وتطالب مكتب النائب العام:
- التحقيق في الانتهاكات في المنطقة،
- الكشف عن مصير المختطفين[v]،
- التحقيق في مزاعم تعرض المختطفين للتعذيب الوحشي[vi]،
- محاسبة من تثبت التحقيقات تورطه في أي انتهاكات، و
- التحقيق في عدم قيام مديرية أمن الجفارة بواجبها، ومحاسبة المسؤولين.
كما تطالب منظمة التضامن السيد رئيس الوزراء بالتحرك العاجل لحماية الأسر وتوفير مأوى لهم وتوجيه الأوامر لإيقاف المدعو معمر الضاوي والمليشيا التابعة له والتحقيق معهم في الانتهاكات.
وتُذَكِّر منظمة التضامن السيد رئيس الوزراء أن مليشيا “الكانيات” قبل أن تنقلب على حكومة الوفاق الوطني، حكومة سلفه السيد فايز السراج، في مطلع عام 2019 وتنضم إلى مليشيات خليفة حفتر في عدوانها على العاصمة طرابلس في الفترة من أبريل 2019 إلى يونيو 2020، وترتكب جرائم الخطف والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء في أشهر العدوان على العاصمة[vii] والتي كشفت مقابر ترهونة عن بعضها، قبل انقلاب مليشيا “الكانيات” ذاك، كانت مليشيا “الكانيات” تمارس الخطف والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء في مدينة ترهونة وضواحيها منذ عام 2012 إلى نهاية عام 2018 وبعلم ودعم الحكومات في تلك الحقبة. وهو ما يحدث الآن في مدن وقرى منطقة ورشفانة، مليشيا المدعو معمر الضاوي وبغطاء سياسي ومالي من طرف الحكومة تمارس الإرهاب ضد المواطنين.
منظمة التضامن لحقوق الإنسان
طرابلس – ليبيا
6 ديسمبر 2024
[i] المعلومات الواردة في هذا البيان، بشأن جرائم الخطف والاعتداء على البيوت، منشورة على شبكات التواصل الاجتماعي منذ بداية الأحداث يوم 21 أكتوبر 2024، وقد قامت منظمة التضامن بالتوثق منها من مصادر مستقلة. فيما يتعلق بمزاعم التعذيب والقتل رهن الاعتقال لم يتسنى لمنظمة التضامن من التأكد منها من مصادر مستقلة.
[ii] الكتيبة 55 مشاة، هي رسميا تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي في طرابلس، ولكنها في واقع الأمر هي مليشيا لها قيادتها ومشاريعها الخاصة بها. كانت تدير أحد أكبر مراكز اعتقال الهجرة غير النظامية في ليبيا، مقره في مقر مصنع الأدوية في منطقة المايا.
[iii] صفحة “الخال الورشفاني” على موقع Facebook، منشور بتاريخ 22 أكتوبر 2024 (الرابط): “بعد مقتل “منير الاجدل” تحت التعذيب، ومقتل “خالد مفتاح عكير” بالرصاص، من قبل عصابة معمر الضاوي، وصلنا خبر مقتل “عبد القادر راشد” تحت التعذيب من قبل عصابة معمر الضاوي، مع العلم خطفوه بالأمس مع أبناء الاجدل من حوشهم [بيتهم]، وهذه الجريمة الثالثة اليوم، في ظل صمت اهالي المنطقة وعقلائها، وفي ظل غياب تام لمديرية أمن الجفارة ووزارة الداخلية”.
[iv] صفحة “الخال الورشفاني” على موقع Facebook، منشور بتاريخ 22 أكتوبر 2024 (الرابط): ” التعدي على البيوت وانتهاك حرماتها والتعدي على النساء، وخطف وقتل “منير الاجدل” تحت التعذيب، وقتل “خالد مفتاح عكير” بالرماية عليه داخل سيارته، ومخطوفين [آخرين] مش [غير] معروف مصيرهم، هذا ما فعلته عصابة معمر الضاوي ما يسمي ال 55 بالأمس واليوم”، ومرفق معه. تسجيل صوتي لصراخ إحدى شقيقات منير الأجدل تتهم فيه أحمد اعظيم ومعمر الضاوي بقتل اخوتها.
[v] حيث المعلومات تتحدث عن قيام “كتيبة 55 مشاة” باختطاف عشرات من المواطنين.
[vi] صفحة “الخال الورشفاني” على موقع Facebook، منشور بتاريخ 23 نوفمبر 2024 (الرابط): “وزارة الداخلية النائب العام الدبيبة، في [هناك] مواطنين يتم تعذيبهم حرق بالفرنيلو [موقد طبخ كهربائي] والحداد [مكواه]، حرق وتشوهات جسدية. وفي [وهناك] اللي [الذي] من كثر التعذيب معاش [لم يعد] تحمل وسمحوا لهم يمشوا [السفر] للعلاج في تونس لإجراء عمليات ويرجعوا للحبس والتعذيب، وفي [وهناك] اللي [من] رفعوه [نقلوه] لمستشفى الزهراء لإجراء عملية من شدة التعذيب، ومن ماتوا تحت التعذيب، جثامينهم في مستشفى الزهراء. وللعلم مخلينهم [جعلوهم] عرايا بالكامل كما خلقهم الله. يا وزير الداخلية وين [أين] القانون وفرض هيبة الدولة والعدالة وإنهاء السجون الخارجة عن سلطة الدولة، الكلام في الهواء عبينا [ملأنا] منه شكاير [أكياس]، ولا قولوها من الأخير: القانون يطبق عندكم حسب المصلحة، لو معانا دير شن تبي [إن كنت معنا افعل ما شئت] ولو ضدنا أنت مجرم ونحاربك، والمواطن اخر همكم”.
[vii] الغالبية العظمى من الجثامين التي تم انتشالها من المقابر الجماعية في مدينة ترهونة وضواحيها، وتم التعرف على هوياتها، كانت لضحايا خطفتهم مليشيا الكانيات إثناء الفترة من أبريل 2019 إلى يونيو 2020، كما أثبتتها الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين.