رسوم توضيحية من مواد تثقيفية صدرت بمناسبة حلول مناسبة اليوم العالمي للمياه لعام 2019. ©الأمم المتحدة
هناك حاجة إلى حلول جديدة في إدارة الموارد المائية لمواجهة التحديات الناشئة لأمن المياه الناجمة عن النمو السكاني وتغير المناخ”، السيدة أودري أزولاي، المدير العام لمنظمة اليونيسكو
يحتفي العالم “باليوم العالمي للمياه” في 22 مارس، باعتباره فرصة لرفع الوعي بالأمور المتصلة بالمياه، ولإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق، فالعالم يواجه تحديات كبيرة في توفير المياه الصالحة للشرب وللزراعة، حيث تفيد الاحصائيات الصادرة عن هيئات الأمم المتحدة [ii] أن 2.1 مليار فرد في العالم يفتقد إلى خدمات مياه الشرب المأمونة، ويعاني 1 من كل 10 أشخاص في العالم من شح المياه، وأن 90% من الكوارث الطبيعية متصلة بالمياه.
ليبيا تعاني من ندرة المياه حيث أن 90% من مساحتها عبارة عن صحراء قاحلة، وتعتبر منظومة “مشروع النهر الصناعي” المصدر الرئيس للمياه العذبة اضافة إلى الآبار الجوفية واللذان يمثلان معاً 97% من مصادر المياه للاستخدام الزراعي والصناعي والمنزلي، وتغطي عدد من السدود المائية وبضعة محطات تحلية مياه البحر احتياجات المناطق التي لا تصلها منظومة النهر الصناعي. ولكن التقارير تفيد بتفاقم وتزايد التحديات والمشاكل التي تواجهها ليبيا لتأمين الاحتياجات من المياه، منها بشكل مختصر:
- العديد من المناطق تعاني من نقص المياه وخاصة المياه الصالحة للشرب، ففي دراسة أعدها المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض وبالتعاون مع المنظمة الدولية لحماية الطفولة “UNICEF” [iii] عن اوضاع المياه والصرف الصحي بالمدارس في عموم ليبيا اظهرت النتائج أن 67% من المدارس تعاني من الوصول المحدود للمياه النظيفة،
- تزايد تعرض منشآت ومرافق منظومة “النهر الصناعي” إلى اعتداءات متكررة سواء من مجموعات مسلحة أو أعمال تخريب وسرقة المحولات الكهربائية ومحطات التحكم والتشغيل، مما أدى إلى توقف امدادات المياه العذبة إلى العديد من المناطق والمدن، وقد تم رصد عدد 64 اعتداء على منظومة المشروع في الفترة من 15 مايو 2013 إلى 17 ديسمبر 2018[iv]، 77% منها كانت بسبب اعتداءات مسلحة وأعمال تخريب متعمد، و
- غياب استراتيجيات وخطط واضحة على المدى القريب والبعيد تهدف إلى الوصول إلى الأمن المائي في ليبيا، ومنها تطوير مصادر المياه المستدامة، ففي تصريح للسيد “المهدي المجبري”، مدير الهيئة العامة للمياه[v]، قال فيه “أن التصميمات التي وضعت قبل إنشاء السدود كانت ترمي لتوفير 375 مليون متر مكعب من الماء، بينما كميات المياه المحتجزة سنوياً لا تتجاوز 65 مليون متر مكعب”، مما يعني انه تم تحقيق 17% فقط من المستهدف يتم احتجازه، وذلك بسبب أخطاء في التصميم،
بناء على ما سبق، وبمناسبة اليوم العالمي للمياه، نحن المنظمات الموقعة على هذا البيان نطالب الحكومة والمؤسسات ذات العلاقة بالتالي:
- ضرورة مراجعة وتحديث وتطوير الاستراتيجيات والخطط المتعلقة بإدارة الموارد المائية،
- الاهتمام بتوعية المواطن بأهمية المحافظة على مصادر المياه والاقتصاد في استخدامها،
- فرض سيطرة الدولة على مواردها المائية وحمايتها من الاعتداءات المتواصلة عليها، و
- الشفافية في توفير المعلومات المتعلقة بالموارد المائية.
المنظمات الموقعة على البيان:
- منظمة جيل ونماء الشبابية، طرابلس
- المركز الاستشاري لحقوق الإنسان، طرابلس
- منظمة بداية للتوعية بحقوق الإنسان، طرابلس
- منظمة النصير لحقوق الإنسان، طرابلس،
- مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان، صبراته
- المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس
- جمعية ينابيع الجبل الأعمال الخيرية والتنمية، الحرابة،
- حقوقيات بلا قيود، بنغازي،
- المنظمة المستقلة لحقوق الإنسان، مصراته،
- جمعية بنات طارق النسائية لرعاية الام والطفل، تاورغاء،
- مؤسسة تارتيت للبناء والتطوير،
- منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس،
- – منظمة شباب الطوارق للحوار والمناظرة،
- جمعية تيميط للفنون والتراث الليبي الأصيل،
- منظمة الأمان لمناهضة التمييز العنصري، مرزق،
- منظمة أربن للتوجه المدني، الكفرة،
- جمعية حكمة النساء للمرأة والثقافة، الكفرة،
- منظمة شريان الوطن لحقوق الإنسان، الكفرة،
- جمعية مد يد العون لأعمال الخيرية، الكفرة،
- جمعية النخوة للثقافة، الكفرة،
- جمعية اركنو للثقافة وخدمات الاجتماعية، الكفرة،
- منظمة أمل الجنوب للسلام والتنمية المستدامة، مرزق،
- منظمة التواصل الثقافية الاجتماعية، اوباري،
- منظمة مهاجر للهجرة غير القانونية وشؤون النازحين، الكفرة،
صدر في طرابلس يوم الخميس الموافق لـ 21 مارس 2019
[i] الأمم المتحدة: “اليوم العالمي للمياه“.
[ii] الأمم المتحدة، قضايا عالمية: “المياه“.
[iii] المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض: “تقييم جودة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المدارس الليبية 2017“. كما خلصت الدراسة إلى أنه “لدى الغالبية العظمى [من المدارس] – 95.8% – خدمات صرف صحي محدودة، بينما نسبة الـ 2.4% المتبقية تفتقر الى تلك الخدمات تماما”.
[iv] تقرير منظمة التضامن لحقوق الإنسان: “رصد للاعتداءات على منظومة “مشروع النهر الصناعي”، 15 مارس 2019، مرفق نسخة من التقرير.
[v] العربي الجديد: “سدود ليبيا… عشوائية التصميم تهدر المياه النادرة“، 16 يوليو 2018.