الأخبارتقارير

بيان مشترك صادر عن ثلاث عشرة منظمة ليبية غير حكومية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني

Ref: PRS 2024/12/108518.12.2024

بيان مشترك صادر عن ثلاث عشرة منظمة ليبية غير حكومية بمناسبة

اليوم الدولي للتضامن الإنساني

“المدنيين في غزة بين حصار المعابر ونيران العدوان”

يحتفل العالم باليوم الدولي للتضامن الإنساني[1] في 20 ديسمبر من كل عام[2]. وهو أحد أهم الأيام الدولية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة على الإطلاق، وذلك لما يحمله هذا اليوم من معنى عميق ومؤثر، لتعزيز التضامن الإنساني بين الشعوب والأعراق والديانات المختلفة. ولهذا الغرض أنشأت الأمم المتحدة صندوق التضامن العالمي[3] في فبراير 2003م، بهدف القضاء على الفقر وتعزيز التنمية الاجتماعية في البلدان النامية ولاسيما التي تعاني من الفقر.

في فلسطين يشهد العالم التبابين الشاسع بين الموقف الشعبي والموقف الرسمي، موقف الحكومات، من جريمة الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. كما يشهد العالم ازدواجية المعايير التي تمارسها دول لطالما ادعت ورفعت شعارات دعم حقوق الإنسان والعدالة. لقد شهد العالم تضامناً منقطع النظير مع حقوق أهل فلسطين، وخاصة في الدول التي لم تُخفي حكوماتها تأييد، بل ودعم جريمة الإبادة، من قصف متعمد للمدنيين وتدمير للبنية التحتية والمرافق الحيوية، ومنع الإمدادات الأساسية لاستمرار الحياة؛ الماء، والطعام، والدواء، والوقود.

وفي ليبيا يعاني النازحين والمهجرين صعوبات قاسية في العودة إلى ديارهم، وزادت نسبة الفقر في ليبيا. ورغم عدم وجود أي تقارير رسمية تبين نسبة الفقر في ليبيا، إلا أن تفاقم الظروف المعيشية للشرائح المختلفة من المجتمع وخاصة الأكثر هشاشة، كالنازحين والمهجرين وذوي الدخل المحدود، مؤشر واضح على زيادة نسبة الفقر في ليبيا. إضافة إلى معاناة اللاجئين وطالبي اللجوء في ليبيا، خصوصا النازحين من السودان، حيث تعيش مئات العائلات (النازحة من الحرب في السودان) في العراء، داخل مزارع في مدينة الكفرة، وغيرها من المناطق العشوائية، دون وجود أي دعم حقيقي يوفر لهم الحد الأدنى للكرامة الإنسانية، مأوى يسترهم ويقيهم من تقلبات الطقس وطعام يقيهم آلام الجوع. كما تعاني النساء والأطفال، من طالبي اللجوء في طرابلس، من العوز وفقدان الامل في مساعدات حقيقية تقدمها لهم مفوضية اللاجئين، التي تغلق ابوبها عليهم بحجة عدم وجود ما يكفي من المساعدات لهم، مما زاد من ضعفهم ومعاناتهم وتعرضهم للعديد من الانتهاكات، مثل الابتزاز والتحرش بالنساء والاستغلال أثناء العمل.

تحث المنظمات الموقعة على هذا البيان السلطات الليبية على العمل للحد من ظاهرة الفقر التي تفاقمت في البلاد، ووضع خطط حقيقية وواقعية للحد من الفقر. عدم وجود تقارير رسمية حول المستويات المعيشية ومؤشرات الفقر، هو مؤشر على فشل مؤسسات الدولة، ويجعل أي مشاريع أو برامج تعتمدها المؤسسات غير مجدية وهدر ل موارد البلد. ولذلك تطالب المنظمات بضرورة العمل على تطوير وتحديث قواعد البيانات لكل الاحصائيات، لكي يُستخلص منها المؤشرات المختلفة للحالة الاقتصادية والصحية والأمنية والاجتماعية، للوقوف على المستويات الفعلية لهذه المؤشرات ومن ثم صياغة وتنفيذ البرامج المختلفة لتصحيحها ومعالجة الخلل فيها.

كما توصي المنظمات بضرورة مراجعة القوانين والتشريعات لتحقيق المساواة والعدل بين المواطنين، وتمنحهم وذويهم حقوقهم الأساسية في الهوية وحق الجنسية وحرية التنقل والسفر والحصول على العلاج والمحاكمات العادلة. كما توصي المنظمات النشطاء والفاعلين وقيادات المجتمع بالتضامن مع المهاجرين وطالبي اللجوء والنازحين والمفقودين والمغيبين قسرا، وأن تستمر الدعاوى المطالبة بالكشف عن مصيرهم وتحقيق العدالة لهم ولذويهم.

كما تدعو المنظمات الموقعة على هذا البيان السلطات الليبية إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وتطالبها بالتقدم الى محكمة العدل الدولية بشكوى ضد حكومة الكيان الصهيوني، بموجب الاتفاقية الدولية لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها[4]. وتحثها على التعاون مع الدول الصديقة، وخاصة تلك التي أعلنت تضامنها مع الشعب الفلسطيني، لوقف جريمة الإبادة وكسر الحصار. إن الوضع الإنساني في فلسطين، وفي قطاع غزة خاصة، وضع كارثي.

المنظمات الموقعة على هذا البيان:

  1. منظمة صوت المهاجر، الزاوية.
  2. منظمة البريق لحقوق الطفل، طرابلس.
  3. حقوقيين بلا قيود، بنغازي.
  4. المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس.
  5. منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس.
  6. جمعية الخير للأشخاص ذوي الإعاقة، صبراته.
  7. جمعية بصمة أمل لأطفال التوحد، صبراته.
  8. منظمة شموع لا تنطفي لذوي الإعاقة، صبراته.
  9. منظمة تيود للحوار والمناظرة، سبها.
  10. منظمة إحقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل، طرابلس.
  11. منظمة أطوار للأبحاث والتنمية المجتمعية، طرابلس.
  12. المنظمة المستقلة لحقوق الإنسان، مصراته.
  13. جمعية تبينوا لحقوق الإنسان، نالوت.

طرابلس – ليبيا

20 ديسمبر 2024

[1]  الأمم المتحدة: “اليوم الدولي للتضامن الإنساني“.

[2]  الجمعية العامة للأمم المتحدة: بموجب المادة (43) من القرار رقم (60/209) أعلنت الأمم المتحدة 20 كانون الأول/ديسمبر من كل عام يوماً دولياً للتضامن الإنساني.  

[3] الأمم المتحدة: “القرار رقم (57/265) إنشاء الصندوق العالمي للتضامن“، 28 فبراير 2003.

[4] مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى