نداء عاجل: مهاجرون غير نظاميين يموتون بسبب مرض السل في مركز احتجاز “الحمراء”، غريان ليبيا
تلقت منظمة التضامن لحقوق الإنسان (التضامن) معلومات حول انتشار مرض السل في مركز احتجاز “الحمراء” في مدينة غريان، على بعد حوالي 80 كلم جنوب غرب طرابلس. نشطاء حقوق الإنسان قلقون من أن الأمراض المعدية ستحصد المزيد من الأرواح داخل هذا المركز، بسبب الاكتظاظ وانعدام الرعاية الطبية. المركز يتبع “جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية”[i].
جثمان اللاجئ[ii]، لاجئ مسجل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يرقد في مخزن[iii] في مركز الحمراء منذ يوم الخميس الماضي الموافق 7 فبراير، بعد وفاته من مرض السل. وعلمت التضامن أن مدير المركز، العقيد عبد القادر الربع، اتصل بجمعية الهلال الأحمر، والمنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين للمساعدة في هذه القضية، لكن لم يتلقى أي استجابة من أي جهة من هذه الجهات. وقد ذكر العقيد عبد القادر الربع أنه هناك “إثنين من المهاجرين في المركز مصابون بالسل وحالتهم حرجة جدا”.
لقد حذرت منظمة التضامن ومنظمات حقوقية ليبية أخرى[iv] مراراً وتكراراً من الوضع السيء للمهاجرين غير القانونيين المحتجزين في مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء ليبيا. منذ أن تبنى الاتحاد الأوروبي سياسته المتشددة لمنع المهاجرين من عبور البحر الأبيض المتوسط وإعادتهم إلى ليبيا، ازداد عدد المهاجرين في مراكز الاحتجاز التي يديرها جهاز “مكافحة الهجرة غير الشرعية” بشكل مضطرد. إن الاكتظاظ الشديد في المراكز، بالإضافة إلى نقص الرعاية الطبية، وضعف الوجبات الغذائية، وتردي النظافة الصحية، هو البيئة المواتية لانتشار مرض السل والأمراض المعدية الأخرى بشكل وبائي. تدعو منظمة التضامن لحقوق الإنسان السلطات الليبية إلى مساعدة مركز احتجاز “الحمراء” على الفور في توثيق حالة المهاجر المتوفى وإصدار التصريح اللازم لدفن المتوفى. كما تُذّكِّر منظمة التضامن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أنه من واجبهم دعم هؤلاء المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل. هؤلاء المهاجرون تقطعت بهم السبل في ليبيا، في بلد يواجه مشاكل هائلة، لأن الاتحاد الأوروبي اختار التخلي عن التزاماته بموجب القوانين الدولية من خلال اعتماد سياسة غير أخلاقية وغير إنسانية
[i] “جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية” يتبع حكومة الوفاق الوطني.
[ii] وفقا للمعلومات التي تحصلت عليها التضامن، أن المتوفي عمره 25 عاما من أريتريا.
[iii] الجثمان موجود في مخزن في المركز وليس في المشرحة. السلطات المحلية رفضت اصدار شهادة وفاة وتصريح دفن، لكي يتم دفنه بشكل صحيح.
[iv] منظمة التضامن لحقوق الإنسان: “ست عشرة منظمة غير حكومية ليبية تصدر بيانا مشتركا بشأن سياسة الاتحاد الأوروبي بإرجاع المهاجرين إلى ليبيا“، 4 أكتوبر 2018. منظمة التضامن لحقوق الإنسان: “عشرة منظمات حقوقية ليبية تصدر بيان بشأن مراكز المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا“، 13 يونيو 2018.