منوعات

اسبعة عشر منظمة غير حكومية ليبية توجه نداء إلى السلطات الليبية في اليوم العالمي للإيدز

كن على علم بحالتك الصحية التي تتعلق بفيروس نقص المناعة المكتسبة

اختارت الأمم المتحدة “كن على علم بحالتك الصحية التي تتعلق بفيروس نقص المناعة المكتسبة” عنوانا “لليوم العالمي بمرض الإيدز” لهذا العام، والذي يصادف الأول من شهر ديسمبر من كل عام[1]، حيث أكدت أن هناك تقدم كبير قد تحقق في الاستجابة للإيدز منذ عام 1988، فاليوم هناك 3 من كل 4 أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة يعرفون حالتهم الصحية. لكن لا يزال المزيد من العمل يجب القيام به في مجال الوصول إلى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين لا يعرفون عن وضعهم وضمان ارتباطهم بخدمات الرعاية والوقاية الجيدة[2].

في ليبيا تتضارب الأنباء وتختلف الأرقام حول عدد المصابين بهذا المرض، خصوصا بعد نشر بعض وسائل الإعلام أرقام مهولة رفضتها منظمة الصحة العالمية على لسان الناطق الرسمي للمنظمة أحمد العليقي، الذي صرح[3] بأن المنظمة سجلت 6330 شخص مصاب بمرض الإيدز في ليبيا في عام 2016، مشيراً إلى وفاة 10 مصابين بالمرض في ليبيا بينهم 4 إناث.

 منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر لما وصفته “تدهوراً كبيرا في النظام الصحي الليبي”، بعد التقييم الأخير للمنظمة في عام 2017، حيث أكدت أن ذلك التدهور نتج عنه نقص شديد في الإمداد الطبي وأدوية نقص المناعة المكتسبة. في عام 2018 “لم يتلقى أكثر من 400 شخص، مسجلين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، علاجهم بسبب النقص الحاد في الأدوية المضادة للفيروسات المنقذة للحياة”، وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا[4] “هذا مؤشر واضح للاحتياج الذي يمر به هؤلاء الأفراد”، في الوقت الذي استجابت منظمة الصحة العالمية بتقديم لاحتياجات المتعايشين مع فيروس «الإيدز» إلا أن الحاجة لازالت مستمرة والمشكلة قائمة كونها تتعلق بمنظومة الصحة على كامل التراب الليبي”.

الأطفال المتعايشين مع مرض الإيدز لا يعانون فقط من نقص الدواء، فهناك شريحة منهم اجتمعت عليها نوائب الدهر وإهمال وتقصير المسؤولين، حيث لا زال الأطفال فاقدي السند والمصابين بمرض الإيدز محرومين من الإيواء في دور الرعاية[5]، بل حتى محرومين من تسجيلهم ومنحهم أسماً ثلاثيا كما جاء في اللوائح والقوانين الليبية، بسبب رفض دور الرعاية في بنغازي وطرابلس استقبالهم بحجة أن اللوائح تمنع ذلك، وهذا عاري عن الصحة حسب منظمات حقوقية وقانونية تتابع هذه القضية الإنسانية[6].

التوصيات:

  1. يجب على وزارة الصحة توفير الاحصائيات الدورية الدقيقة حول مرض الإيدز حتى يكون المجتمع على بينة بحجم الإصابات ومدى التقدم في احتواء المرض،
  2. يجب على المؤسسات الحكومية والأهلية والإعلامية تكثيف الحملات للتوعية بمرض الإيدز[7]، فقدان المناعة الذاتية، وخاصة فيما يتعلق بالوقاية منه والتعايش مع المصابين به، وتقديم الدعم المعنوي والاجتماعي لهم،
  3. يجب على وزارة الصحة تيسير إجراء اختبار نقص المناعة الذاتية، وذلك بتوفير الاختبار لعامة المجتمع[8]،
  4. لم يعد من المقبول أن تستمر الدولة الليبية في الاعتماد على المنظمات والوكالات الدولية في توريد الأدوية الخاصة بالمتعايشين مع مرض الإيدز، فعلى وزارة الصحة وجهاز الإمداد الطبي أن يتحملوا المسؤولية كاملة في توفير كل ما يلزم لهذه الشريحة، و
  5. يجب على وزارة الشؤون الاجتماعية أن تُلزم دور الرعاية بقبول وتسجيل الأطفال فاقدي السند والمصابين بمرض الإيدز، وألا تسمح بأي تقصير من دور الرعاية تجاه أي حالة تصلهم

المنظمات الموقعة على البيان:

  1. حقوقيات بلا قيود، بنغازي،
  2. منظمة صوت المهاجر، الزاوية،
  3. شبكة مدافعات عن المرأة، بنغازي،
  4. منظمة اربن للتوجه المدني، الكفرة،
  5. منظمة تبينوا لحقوق الإنسان، نالوت،
  6. منظمة البريق لحقوق الطفل، طرابلس،
  7. المركز الليبي للحقوق والحريات، الزاوية،
  8. مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان، صبراتة،
  9. منظمة النصير لحقوق الإنسان، طرابلس،
  10. منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس،
  11. المنظمة المستقلة لحقوق الإنسان، مصراتة،
  12. المركز الاستشاري لحقوق الإنسان، طرابلس،
  13. منظمة بداية للتوعية بحقوق الإنسان، طرابلس،
  14. المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس،
  15. منظمة الأمان لمناهضة التمييز العنصري، مرزق،
  16. جمعية التبيان لحقوق الإنسان، درج، الحماده الحمراء،
  17. منظمة انطلق للتنمية المستدامة لحقوق الطفل، طرابلس،
  18. جمعية الشراع لمكافحة الإيدز والمخدرات، درج، الحماده الحمراء، و
  19. مركز النسمة العليلة للدراسات المجتمعية والإرشاد الأسري، طرابلس.

[1]  الأمم المتحدة: “اليوم العالمي للإيدز، الأول من ديسمبر“.

[2]  الأمم المتحدة: “يعيش 37 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم، وهو أعلى رقم على الإطلاق، إلا أن الربع لا يعرفون بأنهم مصابون بالفيروس.”

[3]  بوابة الوسط: “العليقي: يكشف عن العدد الحقيقي لحاملي فيروس الإيدز في ليبيا“، 30 ديسمبر 2016.

[4]  منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط: “تستجيب منظمة الصحة العالمية للاحتياجات الإنسانية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في بنغازي“، 6 مارس 2018.

[5]  على سبيل المثال عاشت طفلة لم تبلغ من العمر عامين في مستشفى بنغازي للأطفال وهي فاقدة السند دون أن يسمح لها بالإيواء في دار الرعاية إلا بعد جهد جهيد تم قبولها وفق شروط، كما استقبل مستشفى الجلاء في طرابلس طفلة لأكثر من 3 سنوات، ولم يبخل المستشفى الطبي طرابلس كذلك من استضافة طفل وصل سن الدراسة وهو يعيش بين غرف وممرات المستشفيات.

[6]  بوابة الوسط: “منظمات حقوقية ليبية تحذر من الانتهاكات الجسيمة [لحقوق] الأطفال فاقدي السند في ليبيا“، 10 مارس 2017. المنظمات الحقوقية تقدمت بالعديد من المراسلات والشكاوى إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والتي لم يصدر منها، حتى تاريخ اليوم، سوى الوعود بحل القضية.

[7]  المنظمات الموقعة على هذا البيان تحيي المركز الوطني لمكافحة الأمراض على إحياء اليوم العالمي لمكافحة الإيدز تحت شعار “أوقفوا الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشري الآن”، بعقد ندوة يوم السبت 1 ديسمبر في فندق باب البحر بمدينة طرابلس.

[8]  وفقا للتقديرات العالمية أنه هناك 25% من المصابين بالمرض لا يعلمون أنهم يحملون الفيروس، وحيث أن عدد مرضى الإيدز المسجلين في حوالي 6300 شخص، فإنه ربما هناك 2000 شخص مصاب بالإيدز في ليبيا لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى