منوعات

بشأن التصريحات الأخيرة المحرضة على كراهية الأجانب من أصول أفريقية

بعد الترحم على ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مبني وزارة الخارجية الليبية في العاصمة طرابلس صباح يوم الثلاثاء 25 ديسمبر 2018، والذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص وإصابة 21 آخرين[1]، فإننا نعرب عن قلقنا البالغ من التداعيات الخطيرة للتصريحات التي صدرت عن بعض الجهات الرسمية حول هذا الهجوم الإرهابي، خاصة تصريحات وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني والتي جاءت خلال المؤتمر الصحفي[2] ظهر يوم الثلاثاء، حيث قال ” … المهاجمين كانوا ثلاثة … أصحاب بشرة أفريقية …”.

إننا نعتبر هذه التعبيرات من رجل مسؤول في الدولة، بوصف الجناة بلون بشرتهم، تعبيرات عنصرية ومخالفة لالتزامات الدولة الليبية بموجب المواثيق والعهود التي صادقت عليها وخاصة “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”[3] و “الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري”[4]، والتي تنص ببنود صريحة على محاربة كافة صور التمييز في معاملة الأفراد الموجودين في إقليمها والداخلين في ولايتها، دون أي تمييز بسبب العرق، أو اللون. إن اللغة[5] التي استخدمها السيد وزير الداخلية تضع كل من وصفهم “بأصحاب البشرة الأفريقية، ليست بشرة داكنة وليست بشرة فاتحة” في موقع الاشتباه والريبة بسبب لون بشرتهم، وهذا أمر خطير في المجتمع الليبي، المتعدد الأعراق والأصول، وفي هذه المرحلة الحرجة من استقطاب سياسي وجهوي وفوضى انتشار السلاح والمليشيات.

وفي الوقت الذي ندين فيه الأعمال الإرهابية، وندعو فيه للوقوف صفا واحدا ضد التطرف والإرهاب والتعصب بكل أشكاله، فإننا ندعو السيد وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني إلى الاعتذار عن تصريحاته ونذكره بأنه كما أن “الإرهاب لا دين له”، فهو كذلك لا لون ولا عرق ولا جنس له. ونطالب، وبشكل فوري وعاجل، كل الجهات الرسمية ووسائل الإعلام كافة بالتوقف عن بث خطابات الكراهية، والتحريض على كراهية الأجانب، والرجوع عن الإجراءات الظالمة التعسفية التي تقوم السلطات باتخاذها تجاه العمالة الوافدة من الدول الإفريقية.

طرابلس، ليبيا

27 ديسمبر 2018

المنظمات الموقعة على البيان:

  1. مركز نور العلم، أوباري،
  2. منظمة الرحمة، تاورغاء،
  3. جمعية امل الغد، الكفرة،
  4. منظمة فكر نير، طرابلس،
  5. مدافعات بلا قيود، بنغازي،
  6. منتدى ربيانه الثقافي، ربيانه،
  7. منظمة الأمل النسائية، درج،
  8. منظمة أربن للتوجه المدني، الكفرة،
  9. شبكة مدافعات عن المرأة، بنغازي،
  10. جمعية تبيان لحقوق الإنسان، درج،
  11. منظمة شباب ماترس، جبل نفوسه،
  12. تجمع الشباب الحر للتنمية والتطوير ، بنغازي ،
  13. منظمة تبينوا لحقوق الإنسان، نالوت،
  14. منظمة لماذا أنا لحقوق المرأة، بنغازي،
  15. مركز مدافع لحقوق الإنسان، طرابلس،
  16. المجموعة الحقوقية للهجرة، طرابلس،
  17. منظمة البريق لحقوق الطفل، طرابلس،
  18. المركز الليبي لحرية الصحافة، طرابلس،
  19. منظمة شباب من أجل تاورغاء، تاورغاء،
  20. منظمة شباب من أجل تاورغاء، تاورغاء،
  21. المركز الليبي للحقوق والحريات، الزاوية،
  22. مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان، صبراته،
  23. منظمة إصرار للتنمية والتطوير، طرابلس،
  24. منظمة النصير لحقوق الإنسان، طرابلس،
  25. جمعية يد العون للأعمال الخيرية، الكفرة،
  26. منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس،
  27. منظمة حقوق أولا لحقوق الإنسان، الكفرة،
  28. جمعية حكمة النساء للمرأة والثقافة، الكفرة،
  29. المنظمة المستقلة لحقوق الإنسان، مصراتة،
  30. المركز الاستشاري لحقوق الإنسان، طرابلس،
  31. منظمة التواصل الثقافية الاجتماعية، اوباري،
  32. الجمعيةالليبية للديمقراطية وحقوق الإنسان،
  33. منظمة بادر للأعمال الخيرية والتنموية، طبرق،
  34. منظمة صوت المهاجر لحقوق الإنسان، الزاوية،
  35. منظمة الأمان لمناهضة التمييز العنصري، مرزق،
  36. منظمةبداية للتوعية وحقوق الإنسان، طرابلس،
  37. المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس،
  38. منظمة امل الجنوب للسلام والتنمية المستدامة، مرزق،
  39. مركز دعم للتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان، الكفرة،
  40. منظمة مهاجر للهجرة غير القانونية وشؤون النازحين، الكفرة،
  41. منظمة شباب تقطه للعمل التطوعي والإنساني، جبل نفوسه،
  42. مركز النسمة العليلة للدراسات المجتمعية والإرشاد الأسري، طرابلس،
  43. المجموعة الليبية المتطوعة لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، طرابلس ،
  44. منظمة شريان الوطن الحقوقية ،الكفرة ،
  45. المؤسسة الليبية الدولية لحقوق الإنسان ، طرابلس ،

[1] قناة ليبيا الأحرار: “3 قتلى و21 جريحا جراء تفجير الخارجية بطرابلس“، 25 ديسمبر 2018.

[2] قناة ليبيا الأحرار: “مؤتمر صحفي لوزيري الخارجية والداخلية بحكومة الوفاق“، 25 ديسمبر 2018. المؤتمر جاء بعد حوالي ثلاثة ساعات من الهجوم.

[3] مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان: “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية“، المادة رقم (2، فقرة رقم 1) والمادة رقم (26).

[4] مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان: “الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري“، المادة رقم (2، الفقرة رقم 1-أ) والمادة رقم (5، الفقرة أ والفقرة ب).

[5] السيد وزير الداخلية، في إجابة لسؤال وجهه اليه أحد الصحفيين، قال: “التحقيقات لا زالت في أولها، ولا نستطيع أن ندلي بأي تصريح دقيق جدا، …، ولكن الشواهد الأولية تقول انهم الثلاثة هذيما [هؤلاء] من أصحاب البشرة الأفريقية، ليست بشرة داكنة وليست بشرة فاتحة، …”، قناة ليبيا الأحرار: “مؤتمر صحفي لوزيري الخارجية والداخلية بحكومة الوفاق“، 25 ديسمبر 2018.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى