كلمة تعتزم التضامن المشاركة بها في الحوار العام حول البند الثالث من بنود الدورة الاعتيادية رقم (43) لمجلس حقوق الإنسان
المعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة ومنظمة التضامن لحقوق الإنسان
السيدة الرئيس، إننا في المعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة ومنظمة التضامن لحقوق الإنسان نعرب عن قلقنا من تنامي نفوذ تيار[i] ديني متطرف في شرق ليبيا، وبدعم وتوظيف من قبل الحكومة غير المعترف بها دوليا، الحكومة المؤقتة.
في فبراير 2017، أصدر الحاكم العسكري في شرق ليبيا، وبتأثير هذا التيار الديني المتطرف، التيار المدخلي، قرارا[ii] يحظر سفر المرأة الليبية بدون محرم. هذا القرار انتهاك لحق المرأة الليبية وتمييز ضدها.
وفي يوليو 2017 أصدرت اللجنة العليا للإفتاء، التي يسيطر عليها التيار المدخلي، السلطة الدينية للحكومة المؤقتة، فتوى[iii] دينية وصفت فيها أتباع المذهب الإباضي، أحد المدارس الفقهية في الإسلام بأنهم “فرقة منحرفة وضالة … وعندهم عقائد كفرية… ولا كرامة [لهم]”.
إن هذه الفتوى استهدفت مكون من مكونات المجتمع الليبي، الأمازيغ[iv]، وتعتبر تحريض على الكراهية، والتمييز على أساس فكري وديني وعرقي، واعتداء على حرية الاعتقاد .
وفي مناسبات عديدة قامت هذه اللجنة بإصدار فتاوى تحرض على الحرب وعلى القتال، وتصف معارضي اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأنهم خوارج[v] وتستبيح دمائهم وأملاكهم.
السيدة الرئيس، ندعوا مجلسكم الموقر الى اصدار قرار يطلب من المقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد، إعداد تقرير عن الانتهاكات التي يرتكبها هذا التيار في ليبيا وفي عموم المنطقة.
[i] المداخلة هي مجموعة متطرفة تنتسب للتيار السلفي، سميت بهذا الاسم لأنهم أتباع الشيخ السعودي، الشيخ ربيع المدخلي مقره جدة. شكلوا كتائب مسلحة، منها “كتيبة التوحيد”، تقاتل إلى جانب حفتر. تقارير وتسجيلات للشيخ ربيع المدخلي يدعم فيها حفتر.
[ii] منظمة هيومان رايتس ووتش: “ليبيا: قيود تمييزية ضدّ المرأة، صدور أمر في المنطقة الشرقية يلزم المرأة بولي أمر للسفر“،23 فبراير 2017.
[iii] منظمة هيومان رايتس ووتش: “ليبيا: التحريض ضد أقلية دينية“، 20 يوليو 2017.
[iv] يتراوح عدد أتباع المذهب الإباضي ما بين 300000 و 400000 في ليبيا، وهم من مكون الأمازيغ، أحد المكونات الاجتماعية في ليبيا. يقطن الأمازيغ بشكل رئيسي في جبل نفوسة، طرابلس، وبلدة زوارة الساحلية الغربية، ويشكلون من 5 إلى 10 في المائة من سكان ليبيا.
[v] يستخدم تعبير “الخوارج” لوصف المسلمين الذين تمردوا على الخليفة الرابع في العصور الأولى للإسلام.