Ref: PRS 2024/12/1077 | 01.12.2024 |
بيان مشترك صادر عن إثني عشر منظمة ليبية غير حكومية بمناسبة
اليوم العالمي للإيدز
شعار احتفال هذا العام
“اسلكوا سبيل الحقوق: صحتي، حقي!”[1]
لم يبق أمام دول العالم سوى 6 سنوات قبل حلول الموعد الأقصى لتحقيق أحد أهداف جدول أعمال عام 2030 والذي يتعلق بإنهاء الإيدز باعتباره تهديدا للصحة العالمية، ولكن ورغم تضاؤل النافذة الزمنية لا زال بإمكان العالم القضاء على الإيدز إذا حظيت حقوق الجميع بالحماية. إذا وُضعت حقوق الإنسان في صلب الاهتمام، وتصدرت المجتمعات المحلية طليعة الجهود، فيمكن للعالم أن يقضي على الإيدز باعتباره تهديداً للصحة العامة بحلول عام 2030. تنظم اليوم منظمة الصحة العالمية والمجتمعات المحلية الاحتفال باليوم العالمي للإيدز 2024. وتحت شعار “اسلكوا سبيل الحقوق: صحتي، حقي!”، تدعو منظمة الصحة العالمية قادة العالم والمجتمعات إلى نُصرة الحق في الصحة بمعالجة أوجه عدم المساواة التي تعوق إحراز تقدم في القضاء على الإيدز[2].
منذ الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة بالإيدز قبل أربعين عاما، لم يزل فيروس نقص المناعة البشرية يهدد العالم. واليوم، ورغم تأخر العالم في الوفاء بالالتزام المشترك لإنهاء تهديد الإيدز للصحة العالمية، إلا أن تحقيق هذا الهدف لا يزال ممكنا، ولكنه يتطلب كسر الحواجز التي تمنع الناس من الحصول على الخدمات الحيوية. على مستوى العالم، كل 25 ثانية، يصاب شخص في مكان ما من العالم بفيروس نقص المناعة البشرية. ويفتقر ربع الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية – أي أكثر من تسعة ملايين شخص – إلى إمكانية الحصول على العلاج المنقذ للحياة.[3]
عالميا أكدت منظمة الصحة العالمية أن فيروس العوز المناعي البشري (الفيروس) يشكّل أحد أبرز مشاكل الصحة العامة، فمنذ بداية الوباء أصيب نحو 84,2 مليون شخص [64,0 مليون – 113,0 مليون] بفيروس نقص المناعة البشرية[4]، وأدى حتى الآن إلى وفاة نحو 42,3 مليون شخص [33,1 – 48,6 مليون شخص]، كما أشارت التقديرات إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 39,9 مليون شخص [33,9 – 43,8 مليون شخص] في نهاية عام 2023 [5]، ويعيش أكثر من ثلثي هؤلاء المصابين (25 مليون شخص) في القارة الأفريقية. وأصدر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز تحذيرًا شديداً مفاده أنه إذا فشل قادة العالم في معالجة عدم المساواة، فقد يواجه العالم 7,7 مليون حالة وفاة مرتبطة بالإيدز على مدى السنوات العشر القادمة[6].
أما على المستوى المحلي فلا زال الحديث على مرض الإيدز والوقاية منه حبيس الغرف المغلقة واجتماعات المختصين وبعض الفاعليات الخجولة التي تستهدف طلبة المدارس وغيرهم. مع حلول اليوم العالمي لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، يتم الكشف عن مزيد من الحقائق والأرقام حول انتشار هذا المرض، بينما تستمر ضبابية الصورة في بلدان كثيرة مثل ليبيا حول أوضاع وأعداد المصابين بهذا الفيروس. وبحسب إحصاءات “المركز الوطني لمكافحة الأمراض” التابع لوزارة الصحة الليبية فإن أعداد المصابين بالإيدز، في ليبيا يتراوح بين 5 آلاف إلى 6 آلاف مصاب سنوياً[7]. لكن تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز بخصوص ليبيا تتجاوز هذه الأرقام. ففي آخر تقرير للمنظمة عام 2021، فإن عدد المصابين في ليبيا تراوح بين 7 و9 آلاف مصاب بينهم ما يزيد على 3 آلاف امرأة و500 طفل. وأطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً من ارتفاع نسبة انتشار الإيدز في ليبيا خاصة خلال السنوات الأخيرة، وأكدت المنظمة أن تدهور النظام الصحي في ليبيا ترتب عليه نقص شديد في الإمدادات الطبية والأدوية المضادة لفيروس الإيدز في كل أنحاء البلاد، مما أدى إلى وفاة الكثير من المصابين بالفيروس.
تعلن المنظمات الموقعة على هذا البيان عن تضامنها مع جميع المتعايشين مع هذا الفيروس وعائلاتهم وأصدقائهم الذين يساندونهم، وتؤكد على دور جميع الفئات والمؤسسات في خلق ثقافة جديدة تتعامل مع الأمراض كونها ليست حكر على فئة معينة وأن الكل معرض للإصابة بها، نقص المناعة فيروس كباقي الفيروسات لا ينتقل فقط عبر الاتصال الجنسي، والذي سبب الوصم والتشهير بحاله، بل له عديد الطرق التي ينتقل بها، مما تجعل أي شخص فينا معرض للإصابة به. لذا التوعية والتعاطف مع المصابين به وحث السلطات على دعمهم وتوفير العلاج لهم، هو الحل الأمثل للجميع.
تؤكد المنظمات الموقعة على هذا البيان على التالي:
- أن الاستجابة لفيروس الإيدز مسؤولية تضامنية تكافلية من جميع الأطراف بالمجتمع، وتحث كافة المعنيين، على المستويين الوطني والدولي، بالاستمرار في تحمل المسؤولية في الدعم.
- يجب أن تكثف وزارة الصحة والمركز الوطني من حملات البرامج الوقائية، مثل التوعية وتقديم المشورة، بشكل واسع النطاق على جميع فئات المجتمع.
- يجب أن يكون لوزارة الصحة والتعليم دور في التعريف الحقيقي بالمرض، لرفع الحرج على المتعايشين به وسط المجتمع، وتنفيذ برامج تدريبية في مجالات مكافحـة الوصـــم والتمييز وتحسين البيئة الاجتماعية والقانونيـة.
- تؤكد على تسهيل إجراءات الزواج والعمل للمتعايشين بالمرض، والذي شهد تطورا قانونيا ملحوظا في السنتين الماضية والحالية.
- استمرار دعم منظومــة المعلومــات الصحـية الخاصة بالإيدز، وتكون فاعلة في كافة المدن والقرى الليبية، ومتاحة للجميع.
المنظمات الموقعة على البيان:
- حقوقيون بلا قيود، بنغازي.
- جمعية الشراع لمكافحة الايدز والمخدرات.
- منظمة رواد الفكر، ماترس.
- منظمة شباب ماترس.
- منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس.
- مؤسسة الصحافة الحرة، صبراتة.
- جمعية الخير للأشخاص ذوي الإعاقة، صبراتة.
- جمعية بصمة أمل لأطفال التوحد، صبراتة.
- منظمة شموع لا تنطفي لذوي الإعاقة، صبراتة.
- منظمة المتوسط للتنمية والإغاثة، صرمان.
- منظمة إحقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل، طرابلس.
- المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس.
طرابلس – ليبيا
1 ديسمبر 2024
[1] منظمة الأمم المتحدة: “اليوم العالمي للإيدز، 1 كانون الأول / ديسمبر“.
[2] منظمة الصحة العالمية: “اليوم العالمي للإيدز 2024“.
[3] منظمة الأمم المتحدة: “رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز 2024“.
[4] برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز: “وقائع وأرقام“.
[5] منظمة الصحة العالمية: “فيروس العوز المناعي البشري والإيدز، حقائق أساسية“، 13 يوليو 2023.
[6] يأتي التحذير في تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز بعنوان “غير متكافئ، غير مستعد، تحت التهديد: لماذا هناك حاجة لاتخاذ إجراءات جريئة ضد عدم المساواة لإنهاء الإيدز، ووقف COVID-19 والاستعداد للأوبئة في المستقبل“.
[7] منصة “أصوات مغاربية” الرقمية: “في اليوم العالمي للإيدز.. تباين بشأن أعداد المصابين بليبيا ومنظمات دولية تحذر“، 1 ديسمبر 2022.