الأخبارتقارير

ارتفاع مثير للقلق في معدلات الجريمة والقتل بالأسلحة النارية من قبل الخارجين عن القانون في العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية

ارتفاع مثير للقلق في معدلات الجريمة والقتل بالأسلحة النارية من قبل الخارجين عن القانون في العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية

في أقل من أسبوع قُتِل وجُرِح العشرات بينهم قاصرين. فقد رصدت منظمة التضامن عدد 6 حالات قتل في العاصمة طرابلس ومدن الزاوية والزنتان والعجيلات، وعدد 3 حالات اعتداءات مسلحة على مواطنين مدنيين، جلهم قاصرين في مدينة غريان. على الرغم من أن جرائم القتل والاعتداء المسلح جاءت في سياقات مختلفة، والظاهر حتى الآن أنها غير مرتبطة ببعض، إلا أنه المثير للقلق تصاعد معدل الجريمة، في ظرف 48 ساعة عُثِر على 6 قتلى رميا بالرصاص، وعُثر على ضحية قتل مقيد اليدان.

إن جرأة الخارجين عن القانون في القتل والاعتداء على الناس بالأسلحة النارية ربما وراءه أسباب عدة، ولكن في تقديرنا في منظمة التضامن أن العامل الرئيس هو سيادة ثقافة الإفلات من العقاب، فلا رادع للجريمة. كما أن الشباب والقاصرين، الخارجين عن القانون، يشاهدون أمامهم نماذج لمجرمين وخارجين عن القانون، قاموا بجرائم ضد الإنسانية من قتل للعشرات من الليبيين والمهاجرين، ورغم ذلك بعضهم يتقلدون مناصب قيادية في مؤسسات أمنية وعسكرية محسوبة على الدولة، وهي في الواقع مليشيات تتلقى الميزانيات من المال العام والغطاء القانوني.

استعانة الحكومات بالمليشيات وأمراء الحرب، خلق نموذجاً سيئاً لجيل الشباب في ليبيا، وبالأخص المراهقين، ليقتدوا به ويقلدوه. على سبيل المثال، ما يحدث في منطقة ورشفانة، التي أضحت منطقة شبه منطقة ذات حكم ذاتي، يتحكم فيها المدعو معمر الضاوي. معمر الضاوي، آمر مليشيا “كتيبة 55″، مسؤول عن جرائم القتل والخطف والإتجار بالبشر التي ارتكبتها، وترتكبها، المليشيا التابعة له. مليشيا الضاوي تدير مركز اعتقال الهجرة في منطقة المايا، مصنع الأدوية سابقا، وكانت تتاجر بالمهاجرين وطالبي اللجوء، المحتجزين في المركز. محمد بحرون المعروف باسم “الفار” – المتهم الرئيسي[1] في جريمة اغتيال عبد الرحمن سالم ميلاد الملقّب باسم “البيدجا”، آمر معسكر الأكاديمية البحرية الحربية – ظهر[2] الشهر الماضي مع وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، عبد السلام الزوبي، وآمر كتيبة رحبة الدروع بشير خلف الله، المعروف باسم “البقرة”، خلال إفطار رمضاني مع عدد من قادة التشكيلات العسكرية والأمنية في العاصمة طرابلس، ومعهم مستشار حكومة الوحدة الوطنية إبراهيم الدبيبة. محمد بحرون “الفار”، مطلوب لدى النائب العام في جريمة اغتيال عبد الرحمن ميلاد “البيدجا”.

مالم تتدارك الحكومة والجهات الأمنية خطورة ما يجري، والإسراع في تحقيق العدالة، وتنحية المجرمين والمتهمين من مناصبهم القيادية في الأجهزة الأمنية، ومراجعة هذه المؤسسات، فان معادلات الجريمة والانتهاكات الجسيمة سوف تستمر في التنامي وتتسع رقعتها، إلى حد قد لا يسمح بالسيطرة عليها ولا حتى الحد منها. 


[1] قناة الجزيرة: “النيابة الليبية تحبس قائدا أمنيا متهما بالتورط في اغتيال ’البيدجا’“.

[2] موقع بوابة الوسط: “تساؤلات في الشارع الليبي حول ظهور المتهم بقتل «البيدجا» في إفطار رمضاني بحضور قادة تشكيلات مسلحة ومستشار الدبيبة“، 24 مارس 2025.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى